إبراهيم سليمان
صُدم أصحاب الضمائر الحيّة من أبناء الشعب السوداني ، ضحى يوم اليوم الماضي الرابع من شهر أكتوبر الجاري ، بجريمة بشعة أرتكبه الطيران الحربي للجيش السوداني ، ضد مواطنين أبرياء في سوق مدينة الكومة ، بولاية شمال دارفور ، بلغت حصيلتها الأولية 65 قتيلاً وأكثر من 200 جريجاً.
الحدث ليس غريباً على الطيران الحربي للجيش السوداني غير أنّ الحصيلة الكبيرة للضحايا ، الناتج عن كثافة البراميل المتفجرة ، على سوق مزدحم خالي تماماً من قوات الدعم السريع ، جعلت الجريمة مروعة للغاية.
ظلت ذات الجرائم تكرر من طيران الحربي للجيش السوداني ، منذ عدة أشهر في مدن مليط وكبكابية وكتم ونيالا والضعين والجنينة والفولة وبابنوسة وغبيش والطويشة ، استهدافاً معلناً من “لايفاتية” الجيش للحواضن الافتراضية لقوات الدعم السريع.
وهي مواصلة وتكرار لجرائم الإبادة الجماعية ، التي حدثت في دارفور بدايات الألفية ، والتي تجاوزت حصيلتها 350 ألف مواطن ، ارتكبها الجيش السوداني ، وميليشياته المتعاونة معه حينذاك، بسبب تمرد أبناء دارفور على الحكومة المركزية ، والذين هزموا الجيش في تلك المواجهات ، فلجأت القوات المسلحة إلى معاقبة أهلهم الأبرياء، وهو ذات السناريو الذي يتكرر الآن ، في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تعلم السلطات المركزية وجيشها القاتل ، أن استهداف المدنيين الأبرياء في هوامش البلاد لن يحقق لها النصر ، ومع ذلك تستمر في استهدافهم ، وقصفهم بالبراميل المتفجرة لتبديهم بالجملة ، بدافع الحقد والتشفي ليس إلاّ ، وهو الأمر الذي أصبح واضحاً لكل ذي عقل وصاحب ضمير. ولن يتوقف هذا الإجرام المستمر ، إلا بالتحرر الكامل والانعتاق من الحكم المركزي البغيض ، مهما كلف الثمن.