بشرى علي
ناس كتيرة كانت بتسخر من قائدها المصباح ابو زيد طلحة وقصة لف أصابعه بالشاش كأنما هو مصاب ورفع صور ذلك في مواقع التواصل الإجتماعي
لكن الذي أود قوله أن هذه الكتيبة وقائدها المصباح هم في المستقبل حاصل ضرب أهوال هذه الحرب في عشرة …
وماينتظر السودانيين هو اشبع من خسارة بيت أو عربية وهذا الغثاءالذي نتمسك به لرفض السلام والتشبث بإعلاء صوت الحرب.
وكل الذي رايناه من نزوح وجوع ومرض ليس بشئ مقارنة بالدولة التي يبشر بها المصباح وهي دولة ترفع شعارات فظيعة مثل قطع الرؤوس وبقر البطون وحكم الإعدام لكل مخالف ومعارض لها ..
كتيبة البراء بن مالك ترفع الشعارات الدينية الواردة في كتاب سيد قطب حيث تعتبر أن العالم الحالي هو جاهلية القرن العشرين ولايصلح المجتمع إلا باستخدام السيف لقطع رؤوس المعارضين …
وحتى الشيوعيين المعجبين بطريقة حرب هذه الكتيبة وينعون قتلاها سوف يدفعون ثمن ذلك الموقف أضعافاً مضاعفة وهم يدعمونها ويتعاطفون معها على أسس جهوية وعنصرية
كتيبة البراء بن مالك هي نسخة سودانية من حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة حيث إرتبط مصير كل الحركتين بمصير المواطنين وتتفق التنظيمات الثلاثة في مسألة تقديس الزعيم والعنف من أجل تحقيق الغايات السياسية والإيمان بنظرية الدماء الذكية والطاهرة والدماء النجسة التي يجب إراقتها والتخلص منها …
وكتيبة البراء بن مالك لم ترى النور خلال هذه الحرب إنها كيان قديم وُلد مع الإنقاذ في عام 1989 وشارك في تثبيت إنقلاب البشير ثم تغير جلده حسب متطلبات الظروف السياسية من دفاع شعبي ودبابين وكتائب العمل الخاص ثم لواء البراء .
وللبراء جناح داخل الدولة يتمثل في جهاز الأمن والمخابرات ثم الجناح السري والذي وصفه علي عثمان طه في اللقاء الشهير بأنه كتائب الظل وبأنه قادر على حماية الدولة عندمايبرز الخطر …
والحارس الحقيقي لنظام الإسلاميين هو هذه الكتائب وليس الأجهزة الأمنية الرسمية مثل الجيش والشرطة …
لعبت كتائب البراء بمختلف مسمياتها دوراً في تثبيت نظام حكم الإسلاميين وواجهت المظاهرات في الشارع وتصدت للطلاب المناهضين لها في أروقة الجامعات …
بعد الإطاحة بنظام البشير عن طريق ثورة شعبية في عام 2019 سقطت الأجهزة الأمنية الرسمية لكن كتيبة البراء لم تفقد قوتها وزخمها فأبتعدت رويداً لتراقب وتقرأ لحظة الضعف والإرباك في مشهد ما بعد الثورة
ثم إخترقت الحركات الثورية الشبابية مثل غاضبون وملوك الإشتباكات فخلقت حالة من الفوضى الخلاقة في الشارع ونفذت إغتيالات في صفوف الثوار المخلصين وضباط الشرطة ومن بينهم كان العميد بريمة …
ظلت كتائب البراء تمارس عملها من وراء الأبواب حتى وقع إنقلاب 25 إكتوبر 2021م عندها بدأت تباشر نشاطها بشكل علني وقد أستوعبت في صفوفها العديد من المنتسبين للأجهزة النظامية في عهد البشير من جيش وشرطة ومخابرات وأمن وقد حظيت بتمويل جيد بعد رفع البرهان الحظر عن أموال الإسلاميين في البنوك والتي صادرتها لجنة تفكيك التمكين …
وبعد إندلاع الحرب في أبريل 2023م تقدمت كتائب البراء الصفوف وكسبت إلى جانبها الفريق ياسر العطا والذي يمثل جناح الصقور في الحرب فقد كانت قوات الدعم السريع المدربة تشكل خطراً عليها كما أنه صعب عليها إختراقه من الداخل …
فكلما طال أمد الحرب قويت شوكة هذه الكتيبة فأصبحت تتمدد على حساب الجيش والآن لها جمهور وأنصار يروجون لها في الوسائط بعد إن أستوعبت الفوارق الإثنية ووظفتها لصالحها فينتسب إليها الإسلاميون من ابناء الشمال وتُعتبر مدن مثل شندي وعطبرة مركز ثقل لهذه المجموعة وكتائب البراء اصبح لها رديف إقليمي يحمي ظهرها ويمولها من الخارج فهي تعتمد على تبرعات الإسلاميين المقيمين في دول الخليج وتركيا وأصبح لها برنامج تسلح خاص خارج قنوات الجيش …
كما أن هناك رجال دين من الإسلاميين يدعمون طرحها ورؤيتها من أمثال عبد الحي يوسف ومحمد الأمين إسماعيل وماهر مهران وشيخ البدري وهم شيوخ كلهم ينحدرون من شمال السودان.
نعم ..
أيقن البرهان تماماً أن النصر لن يأتي إلا عن طريق كتائب البراء بعد إضمحلال الجيش وتمزقه في أراضي السودان الشاسعة فوفر لها الموارد وسمح لها بالإنتشار داخل قواعد الجيش وسمح لها بترديد شعاراتها الخاصة ولكن سوف تثبت الأيام أنها سوف سوف تخرج عن طوع اصابعه لتؤسس دولتها الخاصة ويُنظر لكتيبة البراء بن من قبل العديد من الشماليين بأنها صمام أمن وحماية لمدنهم على أساس أنها دموية وحاسمة في التعامل مع أبناء غرب السودان ولاتسلك طرقاً قانونية عندما تجد فرصةً للقضاء عليهم وقد مارست قطع الرؤوس وبقر البطون وإعدامات الشوارع لكل من طالته تهمة الإنتماء للدعم السريع وهذه القسوة الزائدة جعلت أنصارها يثقون بها ويدعمونها بالمال عن طريق التبرعات …
لذلك أقول في خاتمة المقال لو أنزلقنا نحو منحدر الحرب الأهلية على شاكلة رواندا علينا أن نعترف أن الذي اشعل نار هذا المارثون البغيض هو المصباح أبوزيد طلحة أوالذين صفقوا له وقابلوا مجازره بالتكبير والتهليل