وقع السهام
د. يعقوب نورين يكتب:
أكاد أصاب بالغثيان كلما سمعت أحد قادة الجيش يتحدث عن الشعب، وما لفت نظري جملة قائد الجيش البرهان عندما تحدث في الأمم المتحدة قائلاً إن إرادة الشعب سوف تنتصر ولا أدري عن أي شعب يتحدث البرهان وأي إرادة يقصد فإن كان يقصد إرادة الشعب فإنه أول من طعن تلك الإرادة عندما حملته تلك الإرادة إلي رئاسة مجلس السيادة بعد ثورة عظيمة شهد العالم بسلميتها وعظمة شعاراتها في الحرية والعدالة والسلام ، ولكن ماذا فعلت أنت غير التآمر علي الشعب وثورته مع الذين أقسمت أمامهم بأن تعيدهم للسلطة ولو كلف الأمر أن يحرق السودان بمن فيه.
إرادة الشعب كانت ترغب في العيش بسلام في ظل حكومة مدنية تنهض بالبلاد والعباد وتغير الواقع المذري الذي عاشه الشعب علي مر تاريخه وحتي تلك الأماني قتلتها يا البرهان بانقلابك المشؤوم في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢م.
إرادة الشعب كانت في دولة مؤسسات يسودها القانون ويتساوى فيها الناس فعن أي إرادة يتحدث البرهان.
إرادة الشعب كانت ترغب في أن يبلغهم الله ليلة القدر ويستعدون للعيد يرجون التصافي والتسامح ودعوات الأمهات الاباء وتواصل الأرحام ولكن ماذا فعل قائد الجيش أشعل الحرب بعد أن صار ألعوبة في أيدي المتأسلمين واحرق السودان بما فيه ثم يحدثنا عن إرادة الشعب.
أما الشعب الذي يتحدث عنه البرهان فهل تبقي منه أحد ، فقد صار الشعب هائما علي وجهه مشردا في المنافي ونازحا في بلاده وجائعا لا يجد ما يسد رمقه، فمن لم يمت بالحرب مات بالجوع أو المرض ومن فر بجلده تلاحقه الطائرات الملعونة لتحرق راكوبة القش فوق رأسه ورؤوس أطفاله.
جيش واحد وشعب واحد شعار لا يعبر عن الواقع ولا عن الحقيقة فنحن لسنا شعب واحد والدليل عندما اشتعلت هذه الحرب فر الناس نحو المدن الآمنة فماذا وجدوا من الشعب الواحد وجدوا أن أسعار الإيجار تضاعفت حتي صار إيجار الغرفة الواحدة بملايين الجنيهات، منذ متي ونحن شعب واحد ؟ وهناك من يصدر قوانين يسميها الوجوه الغريبة وهذه الوجوه الغريبة تحدد وفقاً للسحنات واللهجات والجهات التي أتوا منها والمقصود معروف فالهروب من جحيم الحرب ليس كافياً حتي تعيش جحيما عنصريا بغيضا يشبه نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فالاحكام جاهزة والقضاة قضاة سلطان فإن نجوت من الإعدام بتهمة الإنتماء لحواضن معينة فإن السجن المؤبد لا محالة ينتظرك في نهاية المطاف، وأن عدت للوطن عبر مطار بورتسودان فأنت هدفاً للاعتقال والإهانة والإذلال فنحن لم نكن شعبا واحداً كما يقول ذاك الشعار الهلامي.
جيش واحد
بالله عليك دعك من الماضي ولنتحدث عن الواقع هل هنالك جيش واحد وفيه جيش عقار وجيش مناوي وجيش طمبور وقنبور وجيش شيبة ضرار والدفاع الشعبي وهيئة العمليات. كتائب البراء والمقاومة الشعبية.
جيش واحد ومن يحدد مساره وعلاقاته الانصرافي وعمسيب ورشان اوشي.
جيش واحد وهيئة قيادته تستعين بالقونات وساقطات المجتمع والراقصات.
تأكدت الآن أن من يتحدث عنهم قادة الجيش باسم الشعب هم شعب الواق واق.