عبد الرحمن أبو رندة … بنسلفانيا
لولا ان في استمرار الحرب تداعيات وآثار سالبة علي مجمل الاوضاع الإنسانية .. وان حال الشعب السوداني المغلوب علي أمره والذي يحاصره الموت وتتخطفه المجاعات والاوبئة والكوارث والتشرد القسري في الداخل وفي المنافي .. علاوة علي ما انتجته الحرب من خطابات كراهية وضعت وحدة السودان علي المحك بما احدثته هذه الحرب اللعينة من تشظي تصدعات في البناء القومي … لولا هذه الآثار لقلنا باستمرار الحرب لتضع حدا لعبث هذا الجيش الذي ظل عقبة كؤود أمام خيارات الشعب السوداني في الحكم ومخلب قط للتدخل المصري في الشأن السياسي واستغلال الموارد والمقدرات وتجيير المواقف السياسية لصالحها.. الجيش الذي احتكر العنف ضد الشعب السوداني ليظل السودان في حالة حرب وصراع لصالح بعض النخب المرتهنة لجارة السوء الدولة المصرية الجائرة.
المدهش ان البرهان التوهان ظل يبحث عن شرعية فقدها منذ استيلائه علي السلطة بانقلابه في اكتوبر من العام 2021م واهلية فقدها باشعاله لحرب أبريل التي أدخلت البلاد في حجر ضب خرب نتج عنها وضع مأسوي وكارثي ولا يزال البرهان المعتوه الكذوب برفض أي جهود من المجتمع الدولي لاحلال السلام رغم ان الهزائم ظلت تلاحقه والحرب دخلت شهرها السابع عشر اي جنون وحمق وغباء ذاك الذي يصدر عن تصريحاته الرعناء في الاصرار علي استمرار العنف وسيادة الحرب رغم خسرانه ومليشياته.
قديما قال الفيلسوف كانط في اطروحة اطلق عليها السلام الدائم اشار فيها الي ان (المتفائلون هم من لديهم رغبة حقيقية في حل النزاعات ويعتقدون ان قضايا التاريخ والأرض والاوطان والمصالح يمكن تجاوزها بالحوار بين عقلاء يدركون مصالحهم) إين البرهان من هذه الفكرة للاسف لا يزال يتعامل برعونة ونزق كلما سعي لترميم جيشه المتهالك بمليشيات ومرتزقة من كل بلاد العالم كلما كانت الهزائم حاضرة والمؤسف ان سلاح طيران البرهان ظل يعمل علي استهداف المدنيين وقتلهم بشكل وحشي ومتكرر في معظم مدن السودان ويدمر في البنية التحتية والمرافق العامة … والاوضاع الإنسانية تزداد قتامة بشكل مستمر لذا هنالك ضرورة ملحة لأن يضع المجتمع الدولي علي كاهل البرهان والمتحالفين معه مسؤولية زيادة حدة معاناة المواطنين المحاصرين بالجوع ورفض وقف الحرب وايصال المساعدات الإنسانية للمتضررين.