في إجراء غير معتاد، قامت تشاد بنشر تعزيزات عسكرية على حدودها مع السودان من أجل حماية الأمن الداخلي من تسلل القوات المشاركة في معارك الفاشر.
تشمل هذه القوات ميليشيات مسلحة أو معارضة من تشاد، تعمل إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.
تمكنت قوات الدعم السريع من تحقيق انتصارات ضد القوات المتحالفة مع الجيش السوداني، التي تفر إلى عدة مناطق، بما في ذلك المناطق القريبة من تشاد، مما يشكل تهديداً أمنياً لنجامينا.
قال محللون، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن نشر هذه القوات من قبل تشاد على حدودها يحمل رسالة تحذير للجيش السوداني والفصائل المسلحة المتحالفة معه.
خطر أمني
يعتقد رئيس تجمع “كردفان” للتنمية، السياسي السوداني الطيب الزين، أن إجراءات تشاد تعكس امتلاكها معلومات عن وجود خطر يهدد أمنها، سواء على مستوى الحدود بين البلدين أو نتيجة لتصاعد المعارك بين قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة للحركات المتحالفة مع بقايا النظام السابق في السودان.
ويشير الزين إلى أن نشر هذه القوات يوجه رسالة إلى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان والحركات المسلحة المتحالفة معه، مفادها أن تشاد قادرة على حماية أراضيها، كما أنها تستطيع أيضاً أن تساهم في تعقيد الوضع بطريقة أو بأخرى إذا حاول أي طرف نقل الصراع إلى داخل تشاد.
يعتقد الزين أن هذه الرسالة نشأت نتيجة لتصريحات بعض الداعمين للحرب في السودان، الذين هددوا بالقيام بأعمال قد تؤثر على الوضع في تشاد. لذا، تشكلت لدى القيادة التشادية قناعة بأن الوضع يتطلب وجوداً عسكرياً على الحدود مع السودان.
معارك الفاشر
يُشير المحلل السياسي السوداني، عارف القائم، إلى أن تشاد قد نشرت التعزيزات العسكرية بهذا الشكل بسبب اشتعال المعارك في الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أصبح الوضع يميل لصالح قوات الدعم السريع.
وأشار إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى هروب القوات التي تقاتل مع الجيش نحو داخل الأراضي التشادية، كوسيلة لإعادة تنظيم أنفسهم ومن ثم العودة إلى السودان، لكنها ستشكل خطرًا وتهديدًا على الوضع الداخلي في تشاد.
أوضح القائم أن هذا ما حدث في العديد من المعارك خلال الأشهر الماضية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وأشار إلى وجود أفراد من المعارضة التشادية يتلقون تزويدًا بالأسلحة من الجيش السوداني لمواجهة قوات الدعم السريع، مما يشكل تهديدًا في حال عودتهم مسلحين إلى تشاد.
وأشار إلى أن هناك تعاونًا بين المعارضة التشادية وبعض الحركات المسلحة في السودان، التي ترتبط بروابط قبلية، مما يشكل تهديدًا للأمن القومي في تشاد.
أشار المسؤول إلى أن تشاد تسعى من خلال تنظيم حدودها بهذه الطريقة إلى تعزيز أمنها الداخلي وحمايته من أي تهديد، خاصة في ظل المعارك والأحداث الجارية في السودان، بالإضافة إلى مراقبة أي تنظيمات داخلية تربطها مصالح تتعلق بتجارة الأسلحة بالتعاون مع عصابات من دول أخرى.