أكثر من 235 ألف مشاهدة حصدها مقطع فيديو مدته 1 دقيقة و 25 ثانية أعادت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق التراسل الفوري (واتساب) تداوله بعد ما يزيد على عامين من نشره للمرة الأولى. مقطع الفيديو تم تصويره في 18 يونيو 2022، أي قبل ما يزيد عن 10 أشهر من تاريخ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 وهو جزء من بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي للكاتب والصحفي الحاج وراق عن الأوضاع في البلاد وتحليل للأحداث واستقراء للمستقبل ما بعد انقلاب 21 أكتوبر 2021. ويقدم الحاج وراق في هذا المقطع القصير استقراء للأوضاع بعد الانقلاب ويخلص إلى أن الانقلاب بتركيبته غير قابل للاستدامة، فإذا لم يتم اسقاطه بخيار المقاومة الشعبية فإنه سينفجر من الداخل بسبب التناقضات بين مكوناته الأمر الذي سيقود إلى صدام بين الأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة. ويستشهد الحاج وراق بعدد من الوقائع ليبرهن على صحة تحليله ويطالب قادة الانقلاب بالخروج إلى الشعب ومصارحته بحقيقة الأوضاع المتفجرة بينهم بدلا عن الادعاءات الفارغة بوحدة المؤسسة العسكرية وأنها كما يقول على “قلب رجل واحد”. هذه الحرب كان يمكن تفادي وقوعها لو استمع قادة المؤسسات العسكرية إلى الأصوات التي كانت تحذرهم من اشعال الحرب التي لن يكون أي من أطرافها قادرا على حسمها عسكريا. وها هو شعبنا بعد ما يزيد عن 17 شهرا على اندلاع الحرب يعاني من ويلاتها من موت ونزوح ولجوء وجوع ومرض وتدمير ممنهج للممتلكات العامة والخاصة. المخرج من هذه الأزمة يبدأ بإيقاف الحرب لتتوقف معاناة السودانيين ويكون متاحا إيصال الطعام والدواء لهم في مختلف مناطق السودان التي لم يعد فيها استثناء من الجوع والمرض ومن ثم يمكن الجلوس وبحث الحلول السياسية للأزمة السودانية لتكون هذه الحرب هي الأخيرة في تاريخ السودان… لا للحرب…