علي أحمد
عندما خرج الشهيد عبد الرحمن “قرن شطة”، رحمه الله، إلى ميدان القتال، لم يجهل أن الشهادة هي أحد الاحتمالات، بل خرج وهو يحمل شعاراً واضحاً بائناً لا لبس فيه ولا غموض، شعار يحمله كل أشاوس قوات الدعم السريع: ( اتنين بس يا نصر ياشهادة)، وقد نال قرن شطة الشهادة وسينال رفاقه والشعب السوداني النصر الكبير في الفاشر الكبير، قريباً، وقريباً جداً.
ألا رحم الله عبد الرحمن قرن شطةـ كان ثورياً ومقاوماً وباسلاً وصنديداً، خاض جميع المعارك من الخرطوم حتى الفاشر، لم يول عند الزحف ولم يهرب من أرض المعركة، بل وقف كالطود الشامخ ومات كشجرة عتيدة راسخة الجذور، وهو واقف.
احتفاء الفلول و(الفلنقايات) باستشهاد (شطة)، لهو تعويض نفسي عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم في الفاشر، التي ربما ستسمعون خبر سقوطها قريباً ، جدا جداً، ولربما لن تجدوا أحداً من جنود وضباط القوات المشتركة يدب على أرض المدينة، حيث قتلوا قتلاً لا قبل لهم به، مات المئات منهم في هذه المعركة، لكن إعلام الفلول ولذر الرماد في العيون تغاضى عن الموت الكبير في صفوف قوات مني أركو مناي (المشتركة) وركّز على استشهاد القائد عبد الرحمن قرن شطة، لأنه شجاع وصنديد، وكما قيل: رجل واحد شجاع يساوي أغلبية ، فيما تمكنت الدعم السريع أيضاً من قتل العشرات من ضباط الجيش في نفس المعركة منهم العقيد بالجيش وقائد المدفعية بالفرقة السادسة مشاة (الفاشر) العقيد/ مجدي يوسف، لكن لم ينعه أحد، لم يذكره أحد، لم يكتب عنه أحد، والأسباب معروفه، ومن يريد ان يستوثق أكثر فليلقي نظرة على صورة العقيد مجدي، وسيعلم لماذا لم تبكه صفحات البلابسة والفلول والعنصريين؟,
لا بواكي على قائد المدفعية بفرقة الفاشر العسكرية لأنه من جبال النوبة، ويحتفون باستشهاد قرن شطة، ويصورون ذلك كأنه انتصار، يالهم من غوغائيين سفلة، يغطون على الحقائق ويزيفونها.
لم يتحدث أحداً عن معارك أمس الجمعة التي ألحقت قوات الدعم السريع بقوات المرتزق مني أركو مناوي التي يطلقون عليها (المشتركة) هزيمة ساحقة وتمكنت من التقدم والتوغل محورين داخل المدينة، وقتلت الكثير من قادة حركات الإرتزاق وفر بعضهم من أرض المعركة، وكل ذلك يخبئونه ويملأون الدنيا صراخاً (قرن شطة، قرن شطة) وكأن استشهاد هذا الثائر البطل المقاوم تحت شعار (إما نصر أو شهادة) هزيمة للدعم السريع، فيما الحقيقة أن انتصارها وشيك وقريب، وكما قال الشاعر : ” ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ، ويأتيك بالأخبار من لم تزود”.
فلينتظر الفلول والكيزان و(الفلنقايات) أخبار الفاشر قريباً، وسيعلم الجميع أن الحقيقة في مكان آخر، وأن النصر عند الدعم السريع، حينها لن يبكي أحد على قتلى وموتى مرتزقة المشتركة، ستتجاهلم الحسابات مدفوعة الأجر في وسائل التواصل الاجتماعي، وسيتجاهلهم من يحثونهم على القتال، يراقبونهم من بعد وهم يضحكون وييسخرون قائلين: “خليهم يكملوا بعضهم” ونتخلص منهم جميعاً!!
لا أريد أن أغرقكم في التفاصيل، ولكن اسمعوها عني الآن وبوضوح، سيتم تحرير الفاشر من دنس الفلول والمرتزقة قريباً، إنها مسألة وقت، وهو وقت ليس بالطويل، وستكون هذه آخر معارك ما يسمى بالمشتركة في هذه الحرب، سيتم القضاء عليها تماماً، وحينها فليبحث (مناوي وجبريل) عن وظائف أخرى وعن ملاجئ أخرى، سيتم طردهما من الحكومة ومن البلاد ربما، فماذا سيفعل الكيزان وبرهانهم بأمثال هؤلاء، بعد هزيمتهما، ماذا سيستفيدوا منهما.
الفاشر قاصمة ظهر الحركات ونهايتها المحتومة، إنها (قوز دنقو)، الأخرى و الأخيرة. أما قرن شطة فقد روى بدماءه الزكية قيم الحرية والعدالة والكرامة والثورة، ومهد لسقوط الفاشر، لقد عاش رجلاً وما ت رجلاً، له الرحمة والمغفرة، والخزي والعار للجبناء الهاربين من القتال إلى مخابئهم في بورتكيزان .