بسم الله الرحمن الرحيم
د. جودات الشريف خامد
باحث بالمركز الأفريقي للديمقراطية و التنمية
*يأتي ميلاد تحالف القوى المدنية المتحدة (قمم) كثمرة لحوارات فكرية و مناقشات سياسية و مثاقفات عن جوامع هوية الوطن و مناقشات إجتماعية، إقتصادية إستمرت لأكثر من عام بين قطاعات و شرائح و كذا الكُتل المكونة للتحالف الذي يمثله القمميون أنصار و مناصري هذا التحالف، لقد شخصت هذه الحوارات و المناقشات…ألخ في مجملها مجموعة محددات و مرتكزات تمثل في إطارها العام جذور الأزمة السودانية ، التي ناهزت السبعين عاماً ١٩٥٣-٢٠٢٤م .*
*يأتي بروز الإعلان المتدرج و الناضج لتحالف (قمم) كنتيجة حتمية و منطقية لفشل كافة المشاريع السياسية السياسية لسودان ما قبل حرب ١٥ أبريل في الاستجابة الجادة و الأمينة و الصادقة لمخاطبة مرتكزات الأزمة المشار إليها و ما أفرزته من تعزيز لإستدامة الحروب الداخلية و تغذية صيرورة عدم الاستقرار السياسي طوال سنوات الحكم الوطني المزعوم.*
*إن الظهور الاعلامي لتحالف القوى المدنية المتحدة ( قمم ) إلي سطح الواقع و إستعداداته الجارية للنزول إلي ساحة المدافعة و التدافع لطرح برنامجه السياسي الشامل لإقامة الحجة علي خصومه، يمثل لحظة و علامة فارقة في حقبة التاريخ السياسي السوداني .. إنها محطة تاريخية معتقة تنبئ بميلاد فجر حقبة جديدة يبدأ بالبزوغ تمضي إشراقاته قدماً بأهل السودان جميعاً لتحديد مصير و مستقبل الوطن و لن و لن يعود هذا الوطن إلي زمن إستهبال و إستغلال النخب التاريخية للمستضعفين من السواد الأعظم الشعب المهمش،فتلك حقبة زمنية بكل مدارسها السياسية قد أصبحت في مذابل سفر التواريخ المأفونة،كقطعة أثرية من الماضي بكل شرورها و مفاسدها و زكرياتها سيئة الصيت و السمعة.*
*لقد إمتلأت الأسافير و الوسائط بما رحبت باخبار تحالف القمم الذي جاء إعلانه المدروس يحمل البشرى و اليسرى لجميع أحرار السودان المتطلعين المتوثبين للوصول إلي عتبة تأسيس و بناء دولة سودانية جديدة تسع براحاتها الجميع عدلاً و وعداً و دخناً و قمحاً و تمني.*
*يأتي الاعلان عن تحالف ( قمم) في هذا التوقيت ليؤكد من خلاله (قمميون) في داخل الوطن و خارجه عزمهم علي حمل رؤية و رأية التغيير الجذري التي تمثل مرتكزاً أساسياً في مضمون مشروع تحالف ( قمم ) و ميثاقه السياسي و أدبياته و شعاراته المبذولة.*
*يقيني إن تحالف (قمم) سيكون التحالف الأكثر أهمية و صدقاً و نبلاً و زخماً في تاريخ سودان ما بعد حرب ١٥ أبريل و ذلك بإرادة القمميون و قوة حجة مشروع تحالفهم الذي سيُطرح للشعب السوداني في قادم الايام .*
*نعم أن الفلول و منظومتهم الامنية الذين أشعلوا هذه حرب ١٥ أبريل ما زالوا يحاولون جاهدين إرجاع عقارب ساعة الزمن إلي الوراء من خلال إصرارهم اللئيم علي إستمرارية هذه الحرب التي بلغت إفرازاتها و تداعياتها بالشعب السوداني مبلغاً من البؤس و الشقاء و الاحزان و الآلام و التشرد و النزوح و الفاقة مبلغاً قاسياً لا يمكن تصور إمكانية إحتماله، لكن تظل هذه المعاناة البالغة نبراساً يضئ مسار التحولات الوطنية الكبري بعزيمة و صبر الشعب السوداني و ستظل هذه الاوجاع مصدراً للأمل و التطلعات و الاحلام المؤدية إلي توافق وطني للتواضع على حلول جذرية للأزمة الوطنية تفضي إلي تراضي وطني لوضع لبنات دولة سودانيةوفيدرالية حرة و سيدة و عزيزة لا يعرف الاختلال إليها سبيلا و لن تجدد الحروب فيها مبرراً .*
*سيبقي تحالف قمم قمة في التجرد و فخراً في العطاء و مثالاً في الشفافية و النقاء في تناول قضايا الوطن الباعثة علي دوامة أزماته و سيبقي أنصاره و مناصرية القمميون كذلك.*
*… و نواصل…*