وأخيراً وصلت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان إلى قناعة تامة أن طرفي الحرب لن يوقفا الإقتتال ووقف الإنتهاكات التي تمارس بصورة واسعة ضد المدنيين العزل والإصرار على تدمير ما تبقى من البني التحتية والتي ستضع عبئاً كبيراً على كاهل المجتمع الدولي مستقبلاً لإعادة الإعمار بعد توقف هذه الحرب المدمرة وأن محاولات جر الطرفين إلى مائدة المفاوضات مع التعنت الحاصل أمراً لا جدوى منه حيث يواصل الطرفان التحشيد لإستمرار هذه الحرب لوقت طويل.
وقالت البعثة عبر متابعتها الميدانية منذ بداية الحرب في تقرير نشرته (قناة العربية) بأن الجيش والدعم السريع مسؤولان عن الهجمات ضد المدنيين وعمليات تعذيب وإعتقال قسري وأنهما ارتكبا معاً إنتهاكات فظيعة ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية ولم تجدِ معها النداءات الدولية وصار لا مفر أمام المجتمع الدولي سوي حظر الأسلحة والطيران وإرسال قوة لحفظ السلام والفصل بين الطرفين لحماية المواطنين أو تفعيل البند السابع بصورة تدريجية.
هذا التقرير الخطير الذي صدر عن البعثة الأممية بهذه القوة لاول مرة سيطرح للمداولة خلال الجلسات القادمة بكل تأكيد الأمر الذي دفع بقائد اللجنة الأمنية (البرهان) للاسراع إلى الصين في محاولة لدفعها للوقوف ضده كذلك مقابلة بعض القادة الأفارقة لإعادة السودان إلى المنظومة الأفريقية قبل طرحه ، لعل الأمر يساهم في تخفيف الضغط الذي أفرزه رفضه التفاوض خلال المنابر التي تم اقتراحها خلال الفترة الماضية إلا أن القيادة الصينية المدركة لواقع الحال السوداني تجاهلت دعوته للوقوف ضد القرار ووعدته فقط بمساهمة في عملية الاعمار بعد نهاية الحرب رغم الإغراءات التي قدمها بفتحه مجال التعدين امامها بشروط ميسرة واشياء اخري لم يفصح عنها ونصحته فقط بضرورة الدخول في مفاوضات جاده قبل التصويت علي القرار في تلميح واضح بانها لن تقف ضد القرار في حال طرحه.
ولن نتحدث عن مآلات القرار الذي سياخذ بعض الوقت قبل إصداره بصورة رسمية ، ولكن سنتحدث عن خطورته على البلاد حيث ستطرح حكومة (بورتكوز) الهلعة ثروات البلاد في سوق (النخاسة) لكافة الدول التي تري انها يمكن تؤثر على ألا يري القرار النور ، وهو المحك الحقيقي والوقت المنتظر الذي يجب فيه على القوى المدنية التحرك بكثافة لشرح الوضع المزري الذي تعيشه البلاد وتحريك الجاليات بالخارج للخروج في تظاهرات دعما للقرار بكل دول العالم للضغط والتاثير على كل الدول لتمريره رحمة بانسان الداخل خاصة وأن البلاد ستشهد مجاعة قاسية خلال الفترة القادمة مع التجاهل التام لطرفي الحرب لما سيحل بهؤلاء البسطاء مكتوفي الأيدي …
نعم للسلام .. لا للحرب.. والثورة لن تتوقف ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة