يبكي الإسلاميون من بقايا نظام الإنقاذ و ضباط أمن تلك الفترة الشائهة في تاريخ السودان و التي استطالت لتغتال الشهيد الاستاذ أحمد الخير في مطلع العام ٢٠١٩ و تستمر بنفس منهجها غير الأخلاقي في تعذيب من يقع تحت قبضتها حتي الموت، و ما هذا الشاب محمد نور، أنار الله قبره، الذي استشهد في كسلا إلا دليلاً دامغاً لما تفعله هذه العصابة المجرمة.
لم تُذرف الدموع و تُسّود الأسافير بالحزن و السرد عن الشهيدين الذي ذهبا بيد الغدر و الإرهاب غيلةً بل كان البكاء علي أحد أفراد هذه العصابة مريراً كما الخنساء علي شقيقها.
كان العقيد عمر النعمان هو أحد المتهمين بمقتل الشاب اليافع الطالب في السنة الأخيرة من كلية الطب بجامعة الرازي، الشهيد “محجوب التاج محجوب”، له الرحمة والغفران. تم إيقاف العقيد النعمان عن العمل و رفع الحصانة عنه أيام حكومة حمدوك الأولي. كانت إجراءات المحكمة تتجه لإدانته لكن إنقلاب ٢٥ أكتوبر الذي دبره الإسلاميون و قاده البرهان قطع الطريق أمام هذه المحكمة. هذا الإنقلاب الذي أعاد جميع الإسلاميين، مدنيين و عسكريين، الي مفاصل السلطة تم بموجبه إعادة تشكيل المحكمة بأخري قامت بشطب البلاغ في مواجهة العقيد النعمان الذي أعاده نظام البرهان الي الخدمة مترقياً الي رتبة العميد بعد حرب أبريل ٢٠٢٣.
تقول رواية الدعم السريع بأن العميد النعمان و ثلاثة ضباط آخرين كانوا موجودين في بيوت المواطنين في منطقة الري المصري بحي الشجرة ، جنوب الخرطوم، يتخذونها منصات للقنص، وكانوا تحت رصد ومراقبة قوات الدعم السريع التي نصبت لهم كميناً مُحكماً قُتِل علي إثرها العميد النعمان و من معه.
إن العيونَ التي تبكي النعمان اليوم و من معه لم تُسْقط دمعة واحدة علي الشهداء محجوب و أحمد الخير و الشاب محمد نور…أذرفي دمعك يا عين…لن يحزن الموجوعون المقتولون علي من قتلهم…
مهندس إبراهيم مالك
أريزونا
سبتمبر ٢٠٢٤