كشف رئيس تجمع “كردفان” للتنمية، السياسي السوداني الطيب الزين، أن “قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، يتعاون مع عصابات مرتزقة لتهريب السلاح عبر تشاد، لإعادة تسليح قواته، أملًا في استرداد ما فقده من مساحات خلال هزائمه أمام “الدعم السريع”.
وأوضح “الزين”، في لقاء مع “إرم نيوز”، أن “ما يقوم به البرهان مع تشاد، يتنافى مع أصول الجوار، ويهدد أوضاع النازحين السودانيين هناك، في ظل استغلال الحركات المرتزقة المتعاونة مع البرهان امتدادات قبلية بين السودان وتشاد لتهريب السلاح وأيضًا تجنيد الأطفال السودانيين في مخيمات النزوح لضمهم لقوات البرهان”.
وأشار إلى أن “البرهان يحاول إعادة ترتيب أوراقه لاسترجاع ما فقده من مساحات واسعة أمام قوات “الدعم السريع”، لذلك يذهب يمينًا ويسارًا، وفي كل مكان للحصول على كافة أنواع السلاح، وذلك عبر صفقات تم إبرامها مع إيران مؤخرًا من خلال وزراء تابعين لِما يسمى بحكومة “الأمر الواقع” خلال زيارة لطهران.
وقال إنه “يراوغ” على حد وصفه بالسودان مع روسيا للحصول على صفقات سلاح موعود بها من موسكو.
كيف ترى إعادة “البرهان” تسليح قواته بتهريب أسلحة من الحدود مع تشاد؟
البرهان يتعامل مع عصابات “مرتزقة” لتهريب السلاح عبر تشاد، بعد أن أصبح معزولًا إقليميًّا ودوليًّا، وأوكل مهمة جلب السلاح عبر صفقات لحركات مسلحة يتعاون معها، تتنفع وتتربح من الدم السوداني، وتتواطأ مع “الإسلاميين” لأن هناك ما يجمعهم من مكاسب الحرب وعدم الاستقرار في السودان.
هذه الحركات المسلحة القائمة على المرتزقة من الداخل والخارج تدير تجارة السلاح على مستوى واسع مع جماعات في تشاد ودول أخرى، وتربح ببيعها إلى جيش البرهان الذي فقدَ جزءًا كبيرًا من سلاحه عندما كان يفر جنوده أمام “الدعم السريع” في معارك منها مؤخرًا ما حدث في “الميرم”..
وهذه الصفقات التي يطمح من خلالها البرهان لإعادة تسليح قواته تهرب بعيدًا عن أعين الحكومة التشادية، حيث إن هناك مثلث حدود رخوة يتم من خلالها هذا التهريب بين السودان وتشاد وليبيا، وتستخدمها العصابات وتعلم المطبات فيها بشكل جيد؛ لأن التهريب جزء أصيل من حرفتهم.
إلى أي مدى يؤثر استخدام “البرهان” لتشاد وحدودها عبر هذه الحركات على علاقة الجوار
البرهان والإسلاميون لا يحترمون أي شيء حتى يحترموا أصول الجوار، ومن المؤكد بالطبع أن ذلك سيؤثر في أوضاع اللاجئين السودانيين في تشاد بشكل مباشر وغير مباشر، وهذه الحركات المسلحة التابعة لـ”البرهان” تستغل امتدادها القبلي هناك في تشاد، وتستخدم ذلك في جرائم عابرة للحدود منها تهريب السلاح، وأيضًا استغلال الأطفال اللاجئين السودانيين في هذه الحرب وتجنيدهم في ميليشيات البرهان، فضلًا عن استغلال المعارضة التشادية في التعاون مع الجيش والإسلاميين، فالبرهان يستخدم كل ما يستطيع أن يربح منه بشكل أو بآخر؛ ما يحقق مصلحته هو والمتحالفين معه من الإسلاميين.
كيف تؤثر علاقة البرهان بـ “المعارضة” التشادية وانجرار ذلك إلى تحصين حديقته الخلفية
الحركات المسلحة “المرتزقة” السودانية التي تعتبر جزءًا من قوات البرهان تستخدم الامتدادات القبلية بين السودان وتشاد لخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وأيضًا إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها بعد أن سيطر “الدعم السريع” على غرب السودان وتحديدًا “دارفور” في ظل ما تشهده “الفاشر” من أحداث في الفترة الأخيرة.
البرهان يظن أنه بهذه التصرفات يحصن ما يأتي من الحديقة الخلفية للسودان أي تشاد، ولكن ما يحدث هو أنه يضرها ويضر في الأساس العلاقة بين البلدين، وأيضًا يكون لذلك تأثير سلبي على النازحين السودانيين هناك.
البرهان يتسلح من إيران واتفاقات حول تسليح روسي .. ما نواياه؟
يحاول البرهان إعادة ترتيب أوراقه ظنًّا منه أنه يستطيع استرجاع ما فقده من مساحات واسعة أمام “الدعم السريع”، لذلك يذهب يمينًا ويسارًا، وفي كل مكان للحصول على كافة أنواع السلاح، ليحاول إشعال المواجهة، أملًا باستعادة تلك المناطق مجددًا.
علاقة البرهان مع إيران مشبوهة تحمل علنًا شعار “فليذهب السودان إلى الجحيم.. المهم أنا والحلفاء”، يتعاون مع طهران التي تستثمر في الخراب والدمار والصراعات فقط، مؤخرًا أرسل وفدًا من وزراء بحكومة “الأمر الواقع” في بورتسودان إلى إيران، وعقد صفقات تتعلق بالوُجود الإيراني في السودان، والمقابل بالطبع السلاح والمسيرات التي تدك بيوت المدنيين عمدًا، أيضًا راوغ بالسودان مع روسيا، أملًا في صفقات سلاح موعود بها، وموسكو لديها مصلحة في هذا الواقع لتلبية طموحها بموقع على البحر الأحمر في ظل التقاطعات الدولية القائمة بين موسكو وواشنطن.
هل يتحول البرهان من معاقبة السودانيين إلى معاقبة المجتمع الإقليمي والدولي؟
لدى البرهان وشركائه “الإسلاميين” خطة ممنهجة عبر ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين لتفاقم أزمة النزوح أكثر من ذلك، يرى في هذا الإطار، أن الحرب هي السبيل الوحيد، حتى ينجو من العقاب، لأنه يعلم تمامًا بمجرد وقف إطلاق النار ستتم محاكمته هو وفلول النظام السابق لذلك يقوم بكل هذه الجرائم، ويسير في مخطط “استحالة” وقف الحرب؛ وبالتالي يضغط المجتمع الدولي، حتى يستمر في موقعه، ويقايض الدول الإقليمية بالنازحين، وسيستكمل هذا الضغط لاستخدامه كورقة أخرى، بحيث إذا استحكمت الحلقات، يحفظ لنفسه الخروج الآمن، في حال فشل تعديل وضعه العسكري.
إلى أي مدى سيكون للاتفاقيات التي أبرمها “الدعم السريع” مع منظمات الأمم المتحدة في جنيف مؤخرًا دور في التعامل مع أزمة المساعدات؟
بالتأكيد هذه خطوة متقدمة، حيث أثبتت قوات “الدعم السريع” للمجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والأطراف التي شاركت في لقاء جنيف أنها راغبة في السلام وتحقيق الاستقرار، وتتمسك بالسير في إيصال المساعدات إلى النازحين والمدنيين الذين يعانون على عكس ما تقوم به قوات البرهان من إغلاق كافة الطرق، حتى لا تصل مواد الإغاثة لمن يعانون الجوع والمرض.