كشفت مصادر سودانية مطلعة أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، استطاع منذ بدء حربه ضد قوات الدعم السريع، بناء شبكة لتهريب السلاح والعتاد عبر الحدود التشادية مستفيدا من التمثيل الحكومي في تشاد وانتشار قواته على المناطق الحدودية إضافة لاستغلال علاقاته بالمعارضة في الجارة الغربية.
وقالت المصادر في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن مسؤولين تابعين لحكومة البرهان يتمتعون بحرية التنقل في تشاد، تحت ذريعة مراقبة مخيمات اللاجئين السودانيين في المناطق الحدودية، ينفذون مهام “مشبوهة” لتمويل وتسليح الجيش السوداني، عبر العلاقات التي تربطهم بالمعارضة التشادية.
وأوضحت المصادر المطلعة أن هناك شركات ومكاتب في تشاد سهلت بيع مساعدات إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة للاجئين كان الجيش السوداني قد استولى عليها.
وكان برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أعلن التحقيق مع اثنين من كبار مسؤوليه بشأن اتهامات تتعلق بإخفاء دور الجيش في عرقلة المساعدات، وإخفاء معلومات عن المانحين في عمليات السودان.
وقالت مصادر سياسية وعسكرية سودانية، إن الجيش السوداني يستفيد من الدعم اللوجستي غير المباشر من خلال بعض العناصر غير الحكومية أو شبكات التهريب التي تنشط في تشاد.
وأشارت إلى أن طول الشريط الحدودي الفاصل بين السودان والجارة الغربية تشاد، يمثل عائقا يحول دون تمكّن السلطات التشادية من مراقبة الحدود، وهو ما يسهل عمليات التهريب.
ويبلغ طول الحدود التشادية السودانية 1403 كم (872 ميلا) وتمتد من النقطة الثلاثية مع ليبيا في الشمال إلى النقطة الثلاثية مع جمهورية أفريقيا الوسطى في الجنوب.
وفي هذا الإطار كشفت المصادر السودانية، عن خطة يعتمد عليها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ، لإعادة تقوية ترسانته التسليحية، من خلال صفقات أسلحة مع قبائل في النيجر وأفريقيا الوسطى، قامت باستقدامها الحركات المسلحة المتحالفة مع البرهان ليتم تهريبها عبر مثلث تشاد وليبيا والسودان.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن هذه الصفقات يتم تهريبها من مناطق جبلية تتواجد فيها قبائل تشادية لها ارتباطات مع حركات مسلحة سودانية تابعة للبرهان، ويكون هذا التهريب بعيدا عن أعين الدولة التشادية التي ترفض أن تكون أراضيها ممرا لذلك ، لافتا إلى أن صعوبة السيطرة على حدود المثلث واستغلالها من جانب عصابات تتعامل مع حركات مسلحة متحالفة مع البرهان، يساعد في تصاعد عمليات صفقات الأسلحة وتهريبها عبر هذه الحركات بالتعاون مع المعارضة التشادية أيضا.
ولفتت المصادر، إلى أن البرهان يراهن على الأسلحة المهربة من خلال هذا المثلث، بجانب شحنات الأسلحة والمسيرات التي تصل بحرا وجوا إلى بورتسودان من إيران، فضلا عن مساعي اتفاقيات التعاون مع روسيا لدعمه بالسلاح في الفترة المقبلة.
أشارت المصادر السودانية، إلى التحالف بين البرهان وإيران، حيث تزود الأخيرة قواته بالطائرات المسيرة، مؤكدة، أن قيام مسؤولين إيرانيين رفقة مسؤولين من حكومة البرهان بتنفيذ زيارات لمخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد، بهدف جمع المعلومات، يأتي في إطار الدور المشبوه الذي يمارسه البرهان في هذا البلد.
وقالت المصادر، إن أكثر ما يراهن عليه البرهان في الوقت الحالي بجانب التجهيز التسليحي، هو عمليات الانتقاء الخفي التي يشارك فيها إيرانيون تابعون للحرس الثوري، دخلوا تحت ستار منظمات إغاثة إسلامية مع السفارة السودانية في تشاد إلى معسكرات اللاجئين
وأوضحت المصادر، أن ذلك يأتي لانتقاء عناصر من الشباب والأطفال، مقابل توفير إعاشة لأسرهم وذويهم ، وذلك لنقلهم بعد ذلك إلى معسكرات تدريب في بورتسودان يشرف عليها عناصر من الحرس الثوري الإيراني، ليستخدموا كمقاتلين بعد الخسائر العسكرية التي تعرض لها الجيش في معاركه بالنصف الأول من هذا العام، وسط تشديد من المصادر في هذا الصدد، أن ذلك يتم في الخفاء من وراء الحكومة التشادية.
توظيف المعارضة التشادية
من جهته، أكد القيادي في قوات الدعم السريع ، الشرتاي سمير إسماعيل، أن الجيش السوداني لديه حركات مسلحة لها امتداد قبلي بين تشاد والسودان، تستغل تلك المكونات الاجتماعية، وتعمل حاليا ضمن عمليات استقطاب قبلي وتجنيد إجباري يشمل بعض القبائل الدارفورية التي نزحت إلى تشاد خلال الحرب، وكل ذلك مقابل إعطاء تلك القبائل حصة من المساعدات الإنسانية.
ولفت إسماعيل في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، إلى أن هناك حركات معارضة لدولة تشاد يتعامل معها الجيش السوداني عن طريق استغلال ما يسمى بـ”الاستقدام القبلي”.
وأشار إلى أن خطط البرهان متغيرة تحدد ملامحها جماعة الإخوان التي تمتلك في الواقع اتخاذ القرار..