دعبدالمجيد عبدالرحمن ابوماجدة
“1”
الحرب في السودان التي اشعلها فلول النظام البائد وكتائب البراء بن مالك الارهابية في الخامس عشر من شهر ابريل من العام الماضي 2023م ولا زالت مستمرة حتى اليوم اخذت منعطفات خطيرة وتسببت في جراحات عميقة في انفس السودانيين الذين سببت لهم هذه الحرب ماسي اليمة لا تحصى ولا تعد من قتل وتشريد وتهجير قصري ما بين نازحين داخلين ولاجئين في المنافي .
كما ان هذه الحرب دمرت البنيات التحتية من كباري وطرق ومصادر المياه وحتى المستشفيات والمرافق الصحية والخدمية لم تسلم هي الاخرى من التدمير الممنهج بطيران جيش الفلول الذي صرح قائده الجنرال “المهزوم ” البرهان مؤخراً في بث مباشر عبر قناة الجزيرة بانه مستعد يحارب “100” مائة عام اخرى ولا يتفاوض مع قوات الدعم السريع والتي سمها بالقوات “المتمردة”
إنّ الجنرال البرهان الهارب من “عرينه” بالقيادة العامة للجيش بالخرطوم نسي او تناسى بانّ هناك قوة قاهرة له مهما تجبر وتكبر وهي قوة الله الواحد الجبار وهو القاهر فوق عباده .
إنّ الحرب الدائرة بالسودان اليوم أودت بحياة ما يزيد على “17” الف شخص وتم تهجّير ما يفوق “15” مليون نسمة حسب تقارير منظمات اممية ودولية .
إنّ الناس في السودان يواجهون انتهاكات مستمرة لحقوقهم وفقاً لمعايير حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ما أسفر عنه وقوع عدداً هائلاً من القتلى ومثلهم من الجرحى و الإصابات في صفوف المدنيين .
كما إنّ هناك عنف قائم على النوع الاجتماعي من قبل الجيش ومن ضمن هذه الانتهاكات وبتوجيه من قيادة الجيش فقد تم قطع كل شبكات الاتصال وحُجبت شبكة الانترنت من كل الولايات التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع .
إنّ هذه الاوضاع الإستثنائية والبيئة الصعبة غير المهيأة من المستحيل ان تعمل فيها المنظمات الاممية والإنسانية لتقديم المساعدات والخدمات إلى ملايين المدنيين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة بدون طعام أو كساء او مياه شرب نقية .
إنّ الحرب العبثية الدائرة اليوم في السودان تسببت في موجة جديدة من العنف ضد المدنيين العزل الامر الذي تفاقم معه صعوبة وصول المنظمات الي المحتاجين لتقديم الخدمات الضرورية لهم ليكونوا باقيين على قيد الحياة .
إنّ الاوضاع الانسانية المروعة التي المت بالشعب السوداني وجعلته يعيش فيها هي ليست قدره المحتوم ولكنها سنة كونية من سنن الله *ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض* “الاية”
فكان من الاجدى والاحرى وما يجب فعله ينبغي للمجتمع الاقليمي والدولي والامم والمتحدة ومجلس الامن الدولي بان يقوموا بواجباتهم الاخلاقية والإنسانية لضمان حماية حياة الملايين من المدنيين السودانيين وذلك بالتدخل السربع والعاجل لانقاذ حياتهم وبشتى الطرق والوسائل المتاحة ولو تحتم ذلك إستخدام مجلس الامن الدولي البند السابع لحماية وانقاذ ارواح ملايين الضحايا من السودانيين المدنيين خاصة النساء والاطفال وكبار السن من الجنسين .
“2”
إنّ السودانيون اليوم يواجهون المجاعة المحدقة بهم وبحسب تقارير منظمات الامم المتحدة ومنظمات دولية اخرى .
إنّ كل ما سبق ذكر كان يحتم على الادارات المدنية التي تم تكوينها في الولايات التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع ان يعلنوا مجاعة في ولاياتهم وبكل شجاعة .
إنّ هناك أكثر من “25” مليون سوداني يجابهون دوامةً وتدهوراً مريعاً في الأمن الغذائي ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى القتال الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقد أدت الحروب الدائرة الآن إلى توقف عجلة الاقتصاد والإنتاج بشقيه الزراعي والحيواني وتسبب في تعطيل التجارة وهذا الامر قد احدث “صدمة” اقتصادية كبيرة وحال دون وصول المساعدات الإنسانيةللمحتاجين .
إنّ الأطفال هم من الشرائح الاكثر ضُعفاً وعرضةً للمجاعةإذ يعاني اكثر من ” 2.9″ مليون طفل في السودان من سوء التغذية الحاد ويعاني اكثر من “729” الف طفل إضافي دون سن الخامسة من سوء التغذية الشديد والحاد .
إنّ الجيش وجنرالاته وكتائب البراء الارهابية قد فرضت قيوداً على إيصال المساعدات في السودان على الرغم من التهديدات الكارثية بوقوع مجاعة حقيقة في البلاد .
يقول ممثلون لمنظمات اممية و دولية مثل برنامج الأغذية العالمي إنهم لا يستطيعون الوصول إلى نسبة 90% من الأشخاص الذين يواجهون مستويات طارئة من الجوع المرعب .
إنّ العنف القائم على النوع الاجتماعي يزداد خطورة وهناك وقوع عنف جنسي ضد النساء والفتيات خلال النزاعات المسلحة وهذا الامر ينطبق بالتأكيد في الحرب القائمة الآن في السودان .