نقلا عن الوطن tv
تقرير/ احمد الأمين الحسن
أكدت المتابعات للشأن السوداني تفوقاً كاسحا لرؤية قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو على رؤية قائد الجيش حيث كسب حميدتي نقاطا كبيرة في سعية لمعالجة اثار الحرب والتوجه إلي جنيف لانهاء القتال الذي اشعلته خلايا الحركة الإسلامية داخل الجيش منذ 14 شهرا بغية العودة للسلطة التي طردت منه بثورة شعبية عارمة.
*قائد الجيش منبطح للحركة الإسلامية:*
قائد الجيش المنبطح للمؤسسة الكيزانية وجماعة على كرتي نال سخطا واسعا في المنابر الوطنية السودانية وخلال وسائل التواصل والأجهزة الإعلامية العربية والعالمية لفشله وضعفه وهوانه وعدم قدرته على النصر الميداني أو على طاولة التفاوض وبات كالغريق الذي يبحث عن طوق نجاة مستحيل.
*لا وجود لحكومة شرعية:*
المجتمع الدولي بات متيقناً بوجود فراغ كامل للسلطة في السودان وعدم وجود حكومة محترف بها دوليا وهو ما بصم عليه المجتمع الإقليمي بقرار واضح صدر من الاتحاد الافريقي عقد انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021م وهو ما سار عليه قائد الدعم السريع بخطابه إلي مجلس الأمن الدولي، مطالباً إياه بتبني قرار تعليق عضوية السودان في الأمم المتحدة لجهة عدم وجود حكومة في البلاد منذ انقلاب 25 أكتوبر وبالتالي عدم التعامل مع مجموعة بورتسودان الا كعصابة مختطفة لارادة البلاد وشعبها.
البرهان الانقلابي، ومنذ بداية الحرب، «ظل يسعى، بكل ما أوتي من قوة، ليكتسب شرعية الاعتراف به رئيساً»، وتساءل: «أي رئاسة وشرعية يبحث عنهما الرجل وسط الحطام، وفي خضم هذه المأساة التي يعيشها شعبه.
قائد مليشيا الجيش «بتعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد، إرضاء لرغبته في الحصول على اعتراف بشرعية رئاسته… وتوظيف التناقضات التي استطاع الحفاظ عليها، للبقاء في السلطة»، واستخدامه لكل هذه التناقضات، ما أفقده ثقة حلفائه الداخليين والخارجيين وجعله يعيش في جزيرة معزولة تارة يبحث عن الاستقالة ويناور بها وتارة يخدع حلفاءه برغبته في النصر الذي لا يملك ادواته.
*حميدتي المنتصر مع خيار السلام وبرهان المهزوم مع الحرب:*
منذ اندلاع الحرب ظلت قوات الدعم السريع تقدم خيار السلام على الاستمرار في الحرب. ووافقت على كل المبادرات اعتبارا من المبادرة السعودية الامريكية عقب اسابيع معدودة من اندلاع القتال ووقعت إعلان جدة في ١١ مايو ٢٠٢٣م، وكنا على وشك التوقيع على اتفاق وقف عدائيات، الا أن وفد القوات المسلحة انسحب من منبر جدة وقام بتصعيد القتال بدلاً عن التوجه للسلام. وكذلك في جدة الثانية اقترب الجيش والدعم السريع من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات، ولكن للمرة الثانية تدخلت أيادي الحركة الإسلامية لتعرقل الاتفاق لأنه لن يعيدهم للسلطة.
*الفلول افشلوا كل الحلول:*
وكذلك أفشل الفلول مبادرة منظمة الايقاد لعقد لقاء بين قيادتي الدعم السريع والقوات المسلحة في كمبالا على هامش قمة رؤساء إيقاد في منتصف يناير الماضي، ليتغيب الطرف الآخر في اللحظة الأخيرة دون مبررات مقنعة أو تفسير منطقي سوى غياب الإرادة الجادة لتحقيق السلام.
بمبادرة الاشقاء في مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية في مباحثات المنامة التي انسحب منها الجيش لأسباب مضحكة. وظل الجيش وفلول النظام البائد يتمنع ويماطل مستجيباً لأوامر قيادة الحركة الاسلامية التي يخضع لها، ومتجاهلاً رغبة الشعب في وقف الحرب وتحقيق السلام لأنهاء هذه المعاناة الصعبة.
ابرهة تجاهل مشاكل الشعب السوداني:
خطاب البرهان الهارب تجاهل الأزمة الاقتصادية التي تسببت في ضوائق طالت حتى العناصر المقاتلة، فلم يتطرق الخطاب بشكل كافٍ إلى الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان، بما في ذلك التضخم وارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية.
وتجاهل ملف الخدمات الذي يؤرق السودانيين في التعليم والصحة لم يأت عليه من قريب ولا بعيد فى ظل الأوضاع المتدهورة في مجالي التعليم والصحة، والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة أبناء العسكريين قبل المواطنين السودانيين. وبالمقابل ظل قائد الدعم السريع يقدم الخدمات في المناطق المحررة من دارفور للجزيرة الي سنار وحل مشاكل الكهرباء في بعض مناطق الخرطوم وقدم الغذاء والدواء للمستشفيات والمحتاجين.
*أخيراً*
خلاصة الخطابين أن خطاب البرهان زاد درجة التوتر في أوساط كبيرة وقوبل بموجات سباب واتهام بعدم الاكتراث لمعاناة السودانيين وأكد الخطاب ان البرهان دمية يتلاعب بها فلول النظام الإرهابي وهو يجرع السودانيين ويلات الموت والخراب.