الأمم المتحدة تجري محادثات منفصلة مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واصلت الأمم المتحدة يوم الأربعاء، إجراء محادثات غير مباشرة بين طرفي النزاع في السودان، وهما الجيش و«قوات الدعم السريع»، في مدينة جنيف السويسرية بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين في مناطق القتال.
أفادت مصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» بأن المناقشات المنفصلة التي أجراها فريق الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الشخصي للأمين العام، رمطان لعمامرة، مع وفد «الدعم السريع» قد أحرزت بعض التقدم في هذه القضايا. وأشارت إلى أن النقاش كان عميقًا وشاركت فيه الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية التابعة لـ«الدعم السريع» حول توصيل المساعدات الإنسانية وتعزيز حماية المدنيين.
ووفقًا لنفس المصادر، هناك تطور ملحوظ في المناقشات بين الأمم المتحدة وفريق “الدعم السريع”، وما زالت المفاوضات جارية.
ذكر مصدر دبلوماسي أن المفاوضات التي تمت بشكل منفصل بين فريق الأمم المتحدة وقوات “الدعم السريع” تناولت فتح الممرات الإنسانية، وضمان وحماية المساعدات، بالإضافة إلى الجوانب الفنية المتعلقة بهذه الأمور. وتم أيضًا مناقشة الترتيبات الإدارية والفنية الخاصة بعمل الوكالة السودانية للإغاثة لتنسيق الجهود الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع”.
من جهتها، قالت أليساندرا فيلوتشي، المتحدثة باسم الأمم المتحدة، مساء الثلاثاء والأربعاء، إن هناك العديد من التفاعلات بين المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، وفريقه والوفدين خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأضافت أن الفرق “انخرطت بشكل مكثف في الموضوعين الرئيسيين اللذين تمت مناقشتهما خلال هذه المحادثات”، وهما المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وأشارت إلى أن المناقشات لا تزال مستمرة هذا الأسبوع.
بدأت المحادثات يوم الخميس الماضي بدعوة من المبعوث الأممي لأطراف الحرب في السودان للتباحث حول قضية المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. ورغم وصول الوفد العسكري السوداني إلى جنيف، إلا أنه تغيب عن المشاركة في المحادثات خلال الأيام الثلاثة الأولى.
أوضحت الحكومة السودانية في بيان صدر يوم الاثنين الماضي أن طبيعة الدعوة المقدمة من المبعوث الشخصي للأمين العام تشير إلى أن المناقشات ستكون غير مباشرة وليست عملية تفاوض. كما أشارت إلى أن وفدها لم يتلق بعد مرور بضعة أيام منذ وصوله إلى جنيف أي أجندة أو برنامج لهذه المداولات. وشددت على أنها لن تقبل التعامل مع أي جهة بديلة أو موازية فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية، باستثناء مفوضية العون الإنساني الحكومية واللجان العليا للطوارئ.
يرأس وفد الحكومة السودانية مفوض العون الإنساني، سلوى آدم بنية، ويشمل الوفد ممثلين من الوزارات والجهات المرتبطة بالأعمال الإنسانية.
صُممت المحادثات لتكون غير مباشرة من خلال مناقشات يجريها فريق الأمم المتحدة بشكل منفصل، بهدف تحقيق تقارب بين الطرفين حول الأوضاع الإنسانية في البلاد.
ووفقًا لمصادر، ليس هناك إطار زمني معين لهذه المحادثات، إلا أن الأمم المتحدة تسعى لدفع الطرفين للتوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، مما يمكن من الشروع في عمليات إنسانية فعالة تهدف للوصول إلى جميع المتضررين والمحتاجين للمساعدة الإنسانية في مختلف مناطق السودان.
وفي منتصف هذا الأسبوع، حث مجلس الأمن الدولي الطرفين على التوصل إلى اتفاق حول اتخاذ خطوات إضافية للسماح بتسهيل الوصول الإنساني الآمن دون أي عوائق.
أدى النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، منذ الخامس عشر من أبريل (نيسان) العام الماضي، إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 ألف شخص، وواجه نحو نصف سكان البلاد خطر المجاعة.