في الآونة الأخيرة صدعنا إخوان السودان (الكيزان) الفاشلون الذين أغرقوا البلد الطيب وشعبه الحبيب في طوفان من المشاكل والصراعات والفساد والحروب الأهلية.
وعندما وقعوا في فخ غبائهم، ظلوا يبحثون عن شماعة هنا أو هناك لتعليق مبررات خيبتهم وفشلهم الداخلي، على أمل أن تخرجهم من المأزق الذي أصبحوا فيه.
وكالعادة، لا يجد كل فاشل عابث في منطقة الشرق الأوسط شماعة لتعليق أسباب فشله وغبائه سوى الدولة الأنجح في الإقليم، التي باتت تعد استثناءً سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبالفعل، ظهرت بعض الأصوات التي يبدو عليها الجهل التاريخي والغباء السياسي تتحدث عن تآمر الإمارات على السودان الشقيق.
ويا للعجب! لماذا يردد هؤلاء مثل ذلك الكلام الذي ليس له أي أساس من الصحة؟ وعلى أي أساس يبنون ادعاءاتهم؟ ولماذا يحاولون دائماً تعليق فشلهم الداخلي على الإمارات التي تمد يدها بالخير والمحبة لكل الدول الشقيقة والصديقة، وهي دائماً سباقة لتقديم المساعدة قبل أن يطلب أحد ذلك.
أوجه الآن كلامي لمن صدق كذب وزيف هؤلاء الكيزان، وأقول لهم: هل كانت الإمارات سبباً في إزاحة عمر البشير عن الحكم وإشعال الثورة، أو بالأدق، الفوضى في بلادكم، وهو المشهد الأول في مسلسل تدمير السودان حالياً.
هل قامت الإمارات بدعم تيار الإسلام السياسي المتطرف في السودان في الوقت الذي كان فيه عدد كبير من الشعب السوداني يؤيدهم، حتى توغلوا في كل جهات ومناصب الدولة، وهم موجودون بها حتى يومنا هذا؟
هل قامت الإمارات يوماً بدعم أي طرف ضد آخر سواء في المكون العسكري أو المدني عند الخلاف والانقسام بينهما، أم هم من انقسموا بين أنفسهم فتشقق الجسد السوداني إلى أكثر من مكون عسكري وأكثر من مكون مدني وسياسي، بسبب طمع كل الأطراف في السيطرة على مقدرات السودان والاستحواذ على الحكم.
حقيقة الأمر، مهما كذب الإخوان، فلن يجمل الكذب حقيقتهم القبيحة. ومهما ادعى الكيزان من قصص وهمية، فلن يصدقهم أحد غيرهم، وذلك لن يشفع لهم أمام الشعب السوداني الطيب الذي قهر بسبب هؤلاء الأغبياء وطمعهم في السلطة، الذين ذهبوا مؤخرًا يعلقون فشلهم على الإمارات.
الإمارات، التي كانت وما زالت وستظل إمارات الخير والعزة، تمد يدها دائماً للشقيق والغريب، وتفتح أبوابها في كل وقت لكل الأشقاء، وأولهم من تعرضت بلادهم لظروف قاسية. ولنا في مواقف الإمارات العربية المتحدة مع سوريا بعد انزلاقها في الفوضى، وكذلك ليبيا، واليوم غزة عبرة. فالإمارات لم ولن تكن أداة خراب في المنطقة كحال غيرها من الدول التي تسعى للعب دور أكبر من حجمها، واللبيب بالإشارة يفهم.