نددت كثير من القوى السياسية بالتعبئة السياسية الداعمة للتجييش وعسكرة الشعب منذ دعاوي الاستنفار التي اطلقها قائد الجيش البرهان ثم اعلنت رفضها القاطع لعسكرة الاهالي فيما يعرف بالمقاومة الشعبية ليس رفضا لدفع الظلم ومنعا لانتهاكات الحرب الفظيعة التي يجب رفضها ولكن منعا لتفتيت البلاد وظفعها الي محرقة الحرب الاهلية التي لاتستثني احدا في ظل خطاب الكراهية المتنامي بالبلاد! وقد ظل الفلول ودعاة الحرب متغافلين عن هذه الاخطار المحتملة وشيكا بالبلاد ، حتى همست العديد من الجهات العالمية محذرة من انزلاق البلاد وتحولها مرتعا وملاذا لحركات الارهاب والاسلام السياسي المتشدد!
وبحسب مصادر أمنية عالية المستوى تأتي تصريحات الفريق شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، بلقضارف نتيجة لهذه المخاوف! حيث قال أن المقاومة الشعبية تحتاج إلى ضبط، كاشفاً عن الشروع في سن قانون وهياكل لضبط المقاومة الشعبية وأضاف إن المقاومة الشعبية ستصبح الخطر القادم لو واصلنا بهذه الطريقة!ولا يخفى ظهور تشكيلات المقاومة الشعبية في مختلف المناطق التي يسيطر عليها الجيش وبدأت في التدريب لعدد كبير من المدنيين بعد عاوي الاستنفار العام الذي اتخذته كثير من حركات الارهاب غطاءا وساترا لتمرير ظهور عناصرها وحضورهم في الساحة السياسية بلافتاتهم الحزبية التي احرجت الجيش فاصبحت البلاد تحت غطاء الاستنفار وتجييش المواطنين، بازارا كبيرا لتجميع كتائب البراء والبنيان المرصوص ومجندي الدفاع الشعبي الكيزاني والإرهابيين وخريجي السجون والداعشيين ! وكل مخاوف العالم والمجتمع الدولي! مع شكاوى من السيطرة عليها بواسطة منسوبي المؤتمر الوطني المحلول! وماعرف بتشابك علاقاته مع هذه الجماعات الارهابية المتشددة!
وبخسب مراقبين ان توجيهات كباشي، خلال مخاطبته حفل تخريج قوات حركة تحرير السودان قيادة مناوي بالقضارف يوم الخميس، لقادة المناطق العسكرية بعدم تسليم أي سلاح لأي شخص ليس تحت سيطرة الجيش، ودعوته ايضاً لسحب السلاح من أي شخص لا يرغب في العمل تحت الجيش. بقوله “ما أي عشرة نفر يشيلوا سلاح وعايزين يعملون العايزنو”. انما هي تطمينات للمجتمع الدولي الذي كشف عن خشيته بتحول البلاد الي بؤرة جذب ومرتع لحركات الارهاب في الاقليم! فجاء اعلان رفضه القاطع بتسييس معسكرات المقاومة الشعبية، وأضاف “المقاومة الشعبية ليست بازار او سوق سياسية “، ووجه بمنع دخول أي شخص يحمل شعار حزب او شعارا لاي جهة او لافته سياسية إلى المعسكرات! الا ان كثيرين يرون انها خطوة جاءت متأخرة جدا بعد السيطرة الفعلية لهذه الحركات علي مفاصل القرار بالجيش وانها لا تعني سوى اعترافا مبطنا بهذه السيطرة واعتذارا خافتا لمقابلة مخاوف المجتمع الدولي!
يرى المجتمع المحلي والدولي التحرك الواسع بحرية تامة لهذه المجموعات بلافتاتها داخل مقرات الجيش في مختلف المناطق خاصة الخرطوم مع الحضور الكثيف لعناصر النظام السابق، واختطافها المشهد العملياتي لمجريات الحرب بالبلاد!
وهو ما أثار قلق المواطنين والمجتمع الدولى الذي ينتابه شك كبير في تصريحات الفريق كباشي وهو يحضر تخريج عناصر للحركات المسلحة! بما يكشف عن التناقض الكبير بين التصريحات والفعل! وذلك ما يفتح باب الشكوك والتساؤلات الحيرى قائما في قدرة قيادة الجيش علي السيطرة مع تناقض تصريحات قياداته وتعارضها الكبير اصافة الي التساؤل الاهم وهو كم من الوقت تنتظره البلاد حتى تنفجر القنبلة الموقوتة التي يحذر منها الكباشي؟