كتب : ضياءالدين عبدالرحمن
تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دور مهم و إيجابي في محيطها الإقليمي و الدولي حيث اتخذت قيادة الدولة منهج السلام و المحبة و التواصل الأخوي في سياساتها الخارجية و عرفت بدبلوماسيتها الناعمة التي تميزت بها عن غيرها من الدول حتى صار يدرس في علوم السياسة و الاستراتيجيات كل ذلك برغم النزاعات المتعددة التي تنشأ في الإقليم و في العالم و كذلك تقاطعات المصالح التي حفزت لكثير من الصراعات في المنطقة ، ليس من السهل قيادة دور دبلوماسي ناعم في هكذا مناخ ملبد بالغيوم و التدخلات من القوى الكبرى ، إرث و حكمة الشيخ زايد رحمه الله أمسك به حكام الإمارات بقوة و شدة ، و الشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي خير مثال للحكمة و الفطنة و الحنكة ، استطاع أن يرسم وجه مشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة أمام جميع دول العالم ، فإستحقت الدولة الريادة إقليميا و عالميا و اجتهدت قيادة حكومة دولة الإمارات في معالجة كثير من القضايا الساخنة و المعقدة في المنطقة.
نشر السلام و المحبة و الإنسانية كان عنوان بارز في السياسة الخارجية الإماراتية فكان التواصل الجاد مع كبار دول العالم بهذا المفهوم عامل مساعد في إزالة جميع التشوهات و الأفكار القديمة عن الدول العربية و الكشف عن الوجه الحقيقي للإنسان العربي المحب للخير و مساعدة جميع شعوب العالم ، اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة سياسة النأي بالنفس من اي تدخلات في شؤون الدول الأخرى و البعد عن أي ما يؤجج الفتن و النزاعات و الصراعات فقد سعت بشكل حثيث على احتواء عدد من الأزمات التي نشأت بين بعض دول العالم حيث قامت بأعمال و برامج إنسانية و إنمائية كبيرة تستهدف المدنيين و تقدم عون عظيم للمحتاجين و الضعفاء ، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بقوافل إغاثية لعدد من الدول التي تعرضت للكوارث مثال لذلك انفجار مرفأ بيروت الذي سبب أزمة ضخمة تداعت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة مع عدد من الدول لمؤازرة الدولة اللبنانية و المتضررين ، لا ننسى المساهمة الفاعلة لحكومة الإمارات في عمليات حفظ السلام و الأمن وفق المصلحة العالمية في سبيل نشر السلام و الأمن الإقليمي و العالمي.
ساعد الدور الدبلوماسي الإيجابي للإمارات في المحيط العربي و الشرق الأوسط في تهدأت عدد من الصراعات مثال لذلك في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا و كذلك سياسة متوازنة مع جمهورية إيران ، عملت قيادة دولة الإمارات على لملمة الشتات العربي عن طريق تعزيز دور الجامعة العربية و دعمها في قراراتها التي تتخذها ، بالإضافة للسعي المستمر على وحدة الرأي العربي في قضاياه المشتركة ، خاصة و المنطقة العربية شهدت نزاعات و تقلبات سياسية عاصفة تغيرت فيها أنظمة حاكمة و شهد بعض من دولها صراعات أهلية مسلحة ، ملف العلاقة مع اسرائيل و الدول العربية برز فيه التوجه الإماراتي بالدفع الحقيقي بقضية السلام و استمالة الراعي الأمريكي لعملية السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، في القضية اليمنية أكدت الإمارات على وقفتها مع الشعب اليمني الشقيق و دعم حكومته الشرعية و الإلتزام بالشرعية الدولية و منعا للتدخلات الخارجية في الشأن العربي خاصة الإيراني منه و وقف التمدد الشيعي حيث كان وجود دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي عامل اسنادي مهم و ضروري و حاسم في دعم القوة العربية في مواجهة الخطر الحوثي المدعوم من إيران و يهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة و زرع الفتنة الطائفية في الدول الإسلامية ، و في محور السلام في السودان لعبت دولة الإمارات دور مهم و ريادي و إيجابي خفي في تقريب وجهات النظر بين الحكومة الإنتقالية و الحركات المسلحة حيث دعمت منبر جوبا عاصمة دولة جنوب السودان مقر المفاوضات و كان للإمارات دور محوري في الوصول إلى إتفاق السلام التاريخي الذي وقع بين الحكومة و الحركات المسلحة و طي صفحة عقود من الحرب الأهلية في السودان ، حيث فتحت ابواب عاصمتها ابوظبي امام اطراف التفاوض لتمهيد المواقف و ساعدت في ازالة العقبات التي تعترض مسار السلام حيث كان ملف التفاوض معقدا جدا لتعدد الحركات المسلحة و في اقاليم عديدة و مطالبها مختلفة و كذلك القضايا ، كل هذا الدور الإماراتي كان خفيا و غير منظور و لم تنتظر مقابله شئ و لم تسعى لإظهاره إعلاميا، بل كان إمتداد طبيعي للسياسة الخارجية الإماراتية في نشر السلام و المحبة و الإخاء و أكد الدور الإماراتي في السلام اشادات الوساطة الجنوبية بالدعم المستمر للمفاوضات الذي وصفه رئيس وفد الوساطة المستشار توت قلواك بالبارز و الجبار في دفع عملية السلام و اعتبرها الضامن الأبرز لتنفيذ اتفاقية السلام ، الإمارات كانت من أوائل الدول التي قدمت دعما ماليا و سياسيا للحكومة الإنتقالية السودانية التي تشكلت عقب الإطاحة بالنظام السابق.