وأخيراً انتصرت دعوة أنسان ولاية غرب دارفور وجاء أمر الخالق القائل: ﴿ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ صدق الله العظيم.
بعد معاناة المواطنين وفقدهم الجلل للأرواح والممتلكات فضلاً عن فقدهم لنعمة الأمن والاستقرار والتعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي التي كانت تسود ولاية غرب دارفور ، سرعان ما تبدل الحال عقب وصول الأستاذ محمد عبدالله الدومة والياً لولاية غرب دارفور والذي رفضته مكونات الولاية أجمع ولكن حينها لم يستجيب المركز لنداءات إنسان تلك المدينة الوادعة حتي سالت الدماء وازهقت الأرواح وفقدت المدينة أمنها لتتحول من مدينة ذات طبيعة جمالية وواحة للأمن إلي مدينة الأشباح المخيفة والمرعبة، تتقسم فيها المكونات إلي أطراف عديدة ويبدأ الصراع فيما بينهم ليصل حد العراك بالسلاح ليموت المواطن على حسب اللون والعرق دون ادني ارتكاب ذنب فقط لأن لونك، الذي لم تختاره انت لا يروق للطرف الآخر، وسرعان ما بدأت خطابات الكراهية تطرأ الى السطح رويداً رويدا من أفواه والي المدنية، حتى انعكس ذلك الخطاب سلباً على مكونات المجتمع، لينقسم انسان الولاية إلي مليشيات وجنجويد ومقيمين أبرياء بالرغم من أنهم جميعاً تحت قيادته ويعملون وفق قرارته، عاملون بالمقولة الشهيرة “اذا كان رب البيت بالدفئ ضارب فشيمة أهل البيت الرقص والطرب” .
كان والياً لقبيلته وداعماً لما تقوم به من سلوكيات تجاه المكون الآخر، ولعلك عزيزي القارئ تابعت عن كسب كل الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الجنينة والتي كان يترغب إنسان السودان أجمع القرارات الشجاعة التي يتخذها الوالي لإيقاف نزيف الدم ولكن من المؤسف حينها كان الوالي في كل تصريحاته ينسب الصراع إلي القبائل العربية التي أستطاع أن يصفها بالمليشيات وهم مواطنين أصيلين تمت شيطنتهم من قبل الوالي الدومة ومليشياته المسلحة التي كانت خير سنداً له ليستمر في حكم الولاية، والمؤسف أن الرجل كان يدير الولاية من العاصمة الخرطوم .
الأخ الوالي الدومة.. أتاك أمر الله بعد أن سولت لك نفسك بأن تكون لأهل الولاية فرعون الآخر وحان وقت أن تستسلم لأمر الله وأن تخبر كل الذين كانوا يعملون معك من أجل نشوب الاحتراب الأهلي أنك قد ذهبت إلي مزبلة التاريخ دون عودة .
ليس من المعقول أن تنسب كل الأحداث إلي طرف واحد دون أن يشترك فيها الطرفان ولكن أستطاع الدومة ومن معه من الغلمان أن يصور للمجتمع الخارجي أن القبائل العربية بولاية غرب دارفور هي من تبتدر العداء وهي الخطأ وغيرها الصواب المطلق، وبالتأكيد هذا أمر لا يصدق وكلنا شهدنا حينها الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي كانت يخرج عيارها الناري من قلب معسكرات النزوح وبعد كل هذا يأتيك الدومة ليبرهن لك أن المليشيات اعتدت علي العزل داخل معسكراتهم دون أن يرمش له جفن، أو يخجل هذا العجوز الذي لا يستحق أن نخطه في حقه حرفاً ناهيك عن السطور.
ريثما نعود لإرسال عدد من الرسائل التي تناولها نشطاء ولاية غرب دارفور علي مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم الرافض لقدوم الجنرال خميس كونه من أبناء الطرف الآخر المتسبب في الصراع ومنهم المرحب ولكن يحجب الحديث عما بداخله ليكون واقع الأمر هو أن الجنرال خميس (كندم) والي غرب دارفور القادم عليه أن يعي جيداً أن الولاية تشهد صراعاً مدروساً من حين لآخر وعليه أن يتفهم أن الأمر خرج عن السيطرة تماماً ولكن هناك فرصة كبرى أن يثبت لمكون الولاية أنه ليس الدومة الذي كرهته مكونات ولاية غرب دارفور وذلك بسبب تصرفاته وإنحيازه لمكونه طوال فترة حكمه التي بدأت بعيد الأضحي وانتهت قبل قدوم العيد نفسه.
الشاهد أن هناك تخوف يسود انسان غرب دارفور من قدوم الجنرال خميس وبدأت الاستكتابات تتسع بصورة كبيرة، الامر الذي يتطلب من الجنرال أن يثبت للجميع أنه ليس والياً لمكونه مثلما هو وإلي للجميع ويعمل لأجل استتباب الأمن والاستقرار وتعايش المكونات مع بعضها البعض من باب إصلاح ذات البين واستمرارية قبول الآخر بمدلول أن المصير مشترك بينهم وليس هناك ما يدعو للاقتتال وبكل تأكيد انسان الولاية بطبيعته متسامح ومتصالح بالرغم من الرفض الشعبي الواسع الذي وجده المدعو الدومة إبان وصوله إلي اراضي الجنينة، فالجميع حرص على العمل معه لأجل نهضة الولاية ولكنه فشل فشلاً ذريعاً ليحول إنسان الولاية من متسامح الى متخاصم وهذا ما يخشاه الجميع أن يعمل عليه الجنرال خميس .
المتتبع لطبيعة الأمر يجد أن مكونات الولاية متعايشة مع بعضها البعض إلا أن الولاية فقدت أمنها واستقرارها بأمر الدومة، وهذا يستوجب علي الجنرال خميس أن ينتزع ثوب المكون الضيق ليكون ابن لكل سكان الولاية وعليه ألا يرتكب الخطأ الفاضح الذي ارتكبه الوالي الأسبق وذلك بتقسيمه لأهل الولاية إلي عدد من المسميات وهنا نذكر إن حدث ذلك فهو يعتبر التجربة الثانية لفشل أبناء الولاية الذين يتم فرضهم حكاماً لولاية غرب دارفور دون قبول شعبي .
بلا شك سيعمل إنسان الجنينة معه لأجل الخروج بالولاية إلي بر الأمان بما فيهم النشطاء وهذا يأتي حينما يضرب الجنرال خميس بيد من حديد علي رؤوس الهوس وقادة الفتن الذين يعلمهم الجميع في ولاية غرب دارفور بتزعمهم للمشاكل الأهلية وهناك من رسالة لابد أن يسن الجنرال خميس قانوناً يجرم فيه خطاب الكراهية ويحارب عبره الخارجين عن حكم القانون وأن يقف بالقرب من القوات النظامية لأجل إخماد نار الدومة الموقدة ليعمل في محاربة الظواهر السالبة والعمل على تحقيق السلام ورتق النسيج الاجتماعي ومحاربة الجيوش التي تتخذ من الجمارك ومعسكرات النزوح قواعد عسكرية لها واخيراً نقولها لك بالواضح وما بالدس أخي خميس: إن عملت علي توحيد الصف دون انحياز دعمناك وأن اتبعت خطوات الوالي الأسبق ردمناك .