الخرطوم: رؤى نيوز RMC
كتب عبدالماجد عبدالحميد
• ولأن وزير المالية جبريل إبراهيم لايقرأ ..وكذلك صاحبه ورفيقه في حكومة الكوارث الحالية إبراهيم الشيخ ..لأن الرجلين لايجدان وقتاً لقراءة الواقع الاقتصادي المحلي والعالمي .. فإنهما قطعاً لم يجدا الملخص المحزن الذي أصدرته بلومبيرغ لشهر إبريل الماضي حيث إحتل السودان الموقع الثاني لأعلي معدلات التضخم في العالم ..فنزويلا لاتزال تتربع علي عرش المركز الأول عالمياً ..
• إنها فضيحة بجلاجل .. فضيحة تلخصها أرقام وإحصائيات مراكز بحث عالمية لا علاقة لها بالكيزان .. والدولة العميقة !!
• ومع هذا يمضي وزير المالية جبريل إبراهيم بإصرار شديد نحو الكارثة وهو يدافع عن إجراءات وخطط وكأنه يستند علي تفويض شعبي وليس علي إتفاق سلام لم يضع حداً للحرب في دارفور .. ولم يوقف نزيف التدهور الاقتصادي في الخرطوم خاصة .. والسودان عامة !!
• أثبت جبريل إبراهيم فشله وعجزه التام .. بدا الرجل مستسلماً لمعالجات إقتصادية ستزيد النار إشتعالاً .. وستحرق ماتبقي من خيام الأمل في صحراء التيه الحمدوكية !!
• ولأن الطيور علي أشكالها تقع ، فقد سبق إبراهيم الشيخ زميله جبريل إبراهيم إلي كارثة لم يجد الشعب السوداني المغلوب علي أمره وقتاً للتوقف عند مشاهدها المحزنة والمهينة لكرامة الشعب السوداني و(الممرغة ) لأنفه في التراب ..حشد إبراهيم الشيخ جيشاً جراراً من المسؤولين والنافذين في الحرية والتغيير وإعلاميين بقيادة الرشيد سعيد وكيل وزارة الإعلام الذي قطع فشل حكومته العلمانية لسانه وأجبره علي التواري خجلاً من الظهور في أجهزة إعلامه التي تعاني من أزمات ومشاكل لم تعايشها من قبل .. حشد إبراهيم الشيخ هؤلاء جميعاً وطار لميناء بورتسودان لإستقبال باخرة معونة القمح الأمريكية التي تحمل 48ألف طناً من القمح تكفي حاجة السودان لمدة أسبوع واحد فقط !!
• نعم .. باخرة المعونة الأمريكية التي حشد لها إبراهيم الشيخ جوقته من التنفيذيين والسياسيين والإعلاميين تكفي حاجة السودانيين لمدة أسبوع واحد وسيقف بعدها وزير الصناعة عاجزاً عن الحلول اللازمة لسد حوجة البلاد من القمح والتي تبلغ 2500000 طن من القمح !!
• الدهشة والإستغراب والسخرية علت وجوه العمال البسطاء في ميناء بورتسودان لتهافت كل هذا الحشد من المسؤولين لإستقبال باخرة يستقبلون أمثالها ثلاث مرات كل يوم .. ولا يحتفي بها أحد .. ولا يحشد لها ضيوف بكل تكاليفهم المرهقة من سفر .. وإعاشة وإقامة ونثريات ما يلزم !!
• لم يجد إبراهيم الشيخ وضيوفه حرجاً في أنفسهم أنهم يستقبلون باخرة معونة وإغاثة وهو أمر لا تحتفل به الدول عادة ولا يخرج الوزراء وكبار الموظفين لإستقبال باخرة دعم تتفضل بها دولة أخري ..
• المحزن أنه في مقابل الوفد الكبير الذي تقدمه وزير الصناعة لإستقبال باخرة الدعم الأمريكي ، أوفد مكتب المعونة الأمريكية في الخرطوم موظفاً صغيراً يرتدي قميص نص كم ويحمل علي ظهره شنطة صغيرة ليشرف فقط علي التقرير الفني لوصول الباخرة !!
• يحتفي إبراهيم الشيخ ووفده الضخم بباخرة القمح الأمريكية بينما تعجز وزارته ووزارة زميله جبريل إبراهيم عن سحب جولات القمح المتكدسة في حواشات مشروع الجزيرة .. ولا تزال حكومتهما عاجزة عن الوفاء للمزارعين بإستحقاقات الموسم السابق !!
• بينما يستقبل إبراهيم الشيخ معونة القمح الأمريكية في ميناء بورتسودان ، يتهرب جبريل إبراهيم عن الإجابة علي الأسئلة الصعبة بشأن المنتج المحلي من البنزين والذي كان حتي سقوط يكفي حاجة الإستهلاك المحلي ويتم تصدير جزء منه لإثيوبيا مقابل سد النقص في الكهرباء ..ماهي علاقة السعر العالمي للبنزين بالمنتج المحلي السوداني ؟!
• أثبتت التجربة أن وزير المالية وافق علي هذا المنصب لتأمين تكاليف ودفعيات سلام جوبا .. وما حدث فعلاً أن جبريل إبراهيم لم يحصل علي ال750 مليون دولارلرفاقه في الكفاح المسلح .. وعجز عن تقديم حلول واضحة لمشاكل بقية الشعب السوداني المغلوب علي أمره ..
• أخلاقياً .. وسياسياً ..هذه هي اللحظة المناسبة لجبريل إبراهيم لتقديم إستقالته وحفظ ماتبقي له من رصيد سياسي ..
• هذا .. أو أن يكون رئيس حركة العدل والمساواة جاهزاً لتغطية وجهه بالكدمول خجلاً من الشعب السوداني .. السبب بسيط وواضح .. رفع الدعم الكلي سيقفز بالدولار إلي سقف الألف جنيه سوداني وزيادة .. وليس غريباً أن يتبادل السودان مع فنزويلا مواقع الدولتين الأعلى تضخماً في العالم .. ولم لا .. ألسنا في عهد حكومة تحقق كل يوم رقماً قياسياً في الفشل علي كافة الجبهات ؟!!