الزيادة غير المسبوقة لأسعارالوقود والتي أعلنتها وزارة المالية بزيادة أسعار الوقود بنسبة تفوق المائة بالمائة كحد أدني ،لتشكل عبئآ جديدآ علي كاهل المواطن الذي تدهورت أوضاعه المعيشية بصورة خطيرةأصبحت حديث المجالس وحتي الأطفال أصبحوا يشتكون مر الشكوي لفشل أسرهم في توفير أبسط مطلوباتهم وإحتياجتهم .تحرير سعر السلع عمومآ ورفع الدعم هي مسميات لسياسات مالية تشكل ضغطآ مستمرآ وألمآ نفسيآ أرهق بدن المواطن المتهالك ليصبح الفقر واحدة من الثوابت في حياة الكثيرين ، لم يقلل معدلاته إجتهاد المواطن في البحث عن مصادر دخل هامشية . بل دفعت هذه الضائقة المعيشية البعض للسرقة والنهب والتحايل علي القوانين والتلاعب بالأسعار في ظل غياب الضمير الحي.
تؤدي هذه الزيادة غير المقبولة لدي المواطن لمزيد من حالة التململ والضجر والإحتجاج والمعاناة التي يعيشها المواطن في ظل ثبات دخله ، الذي بدأ ينتهج من الأساليب والحيل التي لم ولن تخطر علي عقل اذكي عباقرة الإقتصاد والخبراء الدوليين، لتجعله يكمل شهره دون ديون تشابه ديون السودان المليارية والتي لم تخففها قروض التجسير الدولية ولا إعفاءات بعضها .
أصبح المواطن كل همه توفير لقمة العيش وتوفير مياه شرب نظيفة ونقية وتيار كهربائي مستمر لا ينقطع بصورة مبرمجة برمجة عشوائية إن صح التعبير . تحتاج سياسات وزارات المالية والتجارة والزراعة والصناعة لبحث دراسة حقيقية للخروج من عنق الزجاجة ،والنفق المظلم لنخرج بإنسان السودان الي آفاق رحيبة يستنشق فيها هواءآ نقيآ لا عبر أجهزة التنفس الإصطناعي التي أتحفتنا بها جائحة كورنا بكل أفاعليها في دول العالم المتقدم قبل النامي.
أصبح معاش الناس وتدهور الأوضاع المعيشية مهددآ أمنيآ لسلامة المواطن الذي يبحث عن الدواء والحديث عن ندرة الدواء له مساحة قادمة نفردها في هذه الزاوية. هل تقلص إهتمام المواطن ومطلوباته فقط في توفير لقمة العيش ؟ هل يعتبر تحرير السلع ورفع الدعم هو المخرج لازمات السودان ؟
نتساءل عن دور الحاضنة السياسية والغياب التام لتجمع المهنيين الذي صال وجال مع ثورة التغيير ،ورفعه لشعارات براقة ،صدقها المواطن المغلوب علي أمره. هل أصبح البحث عن مقعد في كرسي السلطة هو الأولوية ؟إنشغال الساسة والتنفيذيين بمحاصاصات ومخصصات المناصب جعلتهم بمعزل عن امر المواطن صانع التغيير؟ هل معاش الناس يعني عذاب الناس ؟ .
الفشل في توفير حياة كريمة للمواطن تعني فشل كل سياسات الدولة .هي دعوة نطلقها لمراجعة هكذا قرارات يمكن أن تفاقم الأوضاع المعيشية .زيادة أسعار الوقود تعني زيادة تعرفة المواصلات والتي لاتنتظر قرارات حيث لا رقيب يضبط حركة المركبات العام داخل المدن وبين الولايات .تؤدي الزيادة الي قطع حبل التواصل بين الولايات . تقلل من الحركة داخل المدينة الواحدة وغيرها من تبعات كثيرة تزيد من عذاب المواطن .دعونا ننظر للدول من حولنا في المنطقة لايشغلهم المعاش بالصورة التي نعيشها اليوم ولا أدري ماذا يكون الغد .