بيان_هام
تابعنا بأسًى بالغ اغتيال الشهيد حسن عبد الله في أحداث اعتصام مستشفى التميّز بالخرطوم، ولا شك أن هذه الحادثة نقطة فاصلة تستوجب التوقف عندها بعمل كبير قوامه مراجعة وتنقيح الصف الثوري من بعض فالت التوجهات ودمل الأجسام التي تحاول اختراقه وحرفه بعيدًا عن عامل قوته الأساس: سلمية حراكه..
إننا نتهم، ودون مواربة، هذه الأجسام الغريبة والمزروعة وسط قوى الثورة بأنها صنيعة أمنية، يتبع بعضها لفلول أمن الإنقاذ وبعضها لمكونات نافذة في السلطة الحالية ومحاور خارجية هدفها تفكيك وحدة الشارع وجر الثوار إلى حالة من الانفلات والتخريب والتشاكس؛ تضع الفعل الثوري في مأزق وتؤلب عليه الرأي العام، بما يبرر الهجوم عليه وضربه من بعد تحت غطاء محاربة الفوضى وحفظ الأمن والنظام، لذا فإن أمام لجان المقاومة الثورية واجبات مقدمة بهذا الشأن أهمها:
⁃ التأكيد على الطابع السلمي لكل فعالياتها وفضح وعزل كل من يدعو للعنف أو يمارسه تجاه المواطنين أو الممتلكات.
⁃ أخذ زمام القيادة لأي فعاليات في مناطقها (اعتصام، تتريس، موكب، الخ) وعدم السماح لأي جهة بابتداع تكوينات قيادية لهذه الفعاليات من خارج المنطقة أو من غير عضوية هذه اللجان.
⁃ المراجعة الدقيقة والفحص لكل من يتقدم لقيادة اللجان إذ يسهل على سكان الحي معرفة بعضهم وتاريخ كل شخص كان جزءًا من تنظيم أو أجهزة النظام المخلوع.
⁃ عدم التعامل مع الدعوات والمبادرات التي تأتيها من جهات أخرى سواء للتدريب أو التعاون دون تمحيص ومعرفة طبيعة الجهة الداعية وتمويلها وتاريخها أو دورها في الحراك، فأعداء ثورتكم يتصيدون عضوية اللجان من هذا الباب لتجنيدهم لأجندات معادية لمطالب ومؤسسات الجماهير..
إن التمسك بسلمية الحراك ليس موقف ضعف أو عجز، بل هو وعي متقدم بأفضل السبل للدفع بثورة السودان إلى الأمام وحمايتها، وهو المنهج الذي اجتذب الملايين إلى هذه الثورة وأكسبها الاحترام، لقد خبرت شعوب قريبة النتائج الوخيمة للانجرار وراء دعوات العنف والتخريب ولم تسلم منها إلى اليوم، بينما حققنا بسلمية حراكنا ما ناضل شعبنا لنيله طوال ثلاثين عام، وسيكمل نيل بقية مطالبه على ذات الطريق..
للشهيد الرحمة والمغفرة ولأهله ومعارفه الصبر والسلوان، وعلى السلطات القيام بدورها في القبض على الجناة ومحرضيهم وإنزال العقاب المستحق بهم لردع هذه النزعة الخطيرة والمدمرة في مهدها ودون تهاون.
إعلام التجمّع
٥ يونيو ٢٠٢١