بقلم مخلص أمين ناصح
كشفت الوسائط الاعلامية عن طلب دفع به عبد العزيز الحلو قائد الحركة الشعبية قطاع الشمال في جلسة المفاوضات مع الحكومة السودانية باعتماد الأربعاء يوم عطلة رسمية بدلاً عن الجمعة حتى لا يكون هناك أي تمييز بين المواطنين على أساس العرق أو المعتقد, وإلى جانب هذا الطلب دفع الحلو بطلب آخر وطالب بنظام الحكم الرئاسي, وقبلها طالب الحلو بتمديد الفترة الانتقالية ستة أشهر لتنزيل اتفاقيات السلام على أرض الواقع, وفسر مراقبون الخطوة بعدم رغبة الحلو في التوصل إلى اتفاق سلام بعد أن تمسك في البداية بشرط العلمانية أو الانفصال, وعندما تم تجاوز هذا الملف الشائك بالموافقة على العلمانية ظل الحلو يدفع بالعديد من المطالب الصعبة والتي يمكن أن تنسف المفاوضات في أي لحظة
معلوم ان الجمعة هي العطلة الرسمية في العالم العربي الاسلامي والاحد في العالم المسيحي والسبت عند اليهود اما عطلة الاربعاء التي تطالب بها الحركة الشعبية فهي لعمري طلب يدل على خواء فكري فكأنما مشلكة السودان ستحل بتغيير العطلة الاسبوعية وليس باعداد خطة عملية للخروج من وهدته الاقتصادية!
طلب الحركة الشعبية بأن يكون يوم الاربعاء هو عطلة نهاية الاسبوع سيجعل السودان بعيدا عن حركة التجارة العالمية لاربعة ايام في الاسبوع فالجمعة عطلة العالم العربي والاسلامي والسبت والاحد عطلة الغرب عموما في وقت يحتاج السودان لزيادة ايام العمل للحاق بركب الدول.
عطلة الاربعاء هذه هي من بنات افكار المذهب اليزيدي لردح من الزمان ولكنهم تحولوا الي يوم الجمعة حيث اصبح العمل عندهم حرام في هذا اليوم، ويبدو ان كمرد الحلو ينتمي الي اليزيديين القدامي قبل تغيير عطلتهم من الاربعاء الى الجمعة!
وسؤالنا لكمرد الحلو اليس الغاء عطلة الجمعة يدل على عدم احترام لحقوق الاغلبية المسلمة ويتعارض مع مبدأ ان يكون هناك أي تمييز بين المواطنين على أساس العرق أو المعتقد، وهل يعتقد الحلو عطلة الجمعة من بنات افكار الحكومة؟ وهل يقرر الحلو مصير اكثر من 40 مليون سوداني؟
ونختم بأن مسألة فصل الدين عن الدولة وتحديد الهوية السودانية لا يمكن ان يحددها شخص او فصيل او حركة مسلحة او حزب سياسي واحد، فنحن في بداية تأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة تقوم على اساس المواطنة المتساوية فيالحقوق والواجبات وتحترم التعدد والاختلاف مع احترام رأي الاغلبية.