وضح النهار : السر القصاص
يقول السياسي والكاتب الراحل منصور خالد رحمه الله أن الحسد عنزنا ويقصد بلادنا (الحسد عندنا زي الكلب الذي يطارد السيارات في أي منطقة ما إن تتوقف حتى يطارد أخرى (ولن تعرف السبب وهذه من عندي ) أو كمال قال.
كثر الحديث مؤخرا عن مطار الخرطوم وعن ما يجري فيه من عمليات وضبطيات للذهب آخرها ما حدث في مطار الخرطوم وتم فيه ضبط سيدات يهربن الذهب داخل أجسادهن في عملية اعتيادية داخل بوابات الصالات ومعلوم أن عملية التفتيش الطبيعية والاعتيادية للركاب و قبل أي معلومات اشتباه تتم داخل صالات الأمن والسلامة بعد وفبل إجراءات الوزن والبوردينغ للركاب لحظة الدخول وهم يتوجهون نحو صالات خدمة الطيران والتذاكر و السلامة وهنا تنهي مهمة لتبدأ أخرى وهي المعنية بالتفتيش الثاني لكل الركاب وهنا بالظبط ضبطن السيدات في آخر عملية.. وليس هنا مربط الفرس ولا ما أردت توصيله .
ففور ورود الخبر ظهرت منصات إعلامية تخصصت في مهاجمة بدر للطيران جهارا نهارا وهذه المنصات تقف خلفها شركات معلومة َمعروفة حتى بملفات فسادها التي مكانها المحاكم والنيابات وليس تصفية الحسابات لا بإعمال مبدأ على وعلى أعدائي وهو ما ظلت تقوم به هذه الجهات .
فغور ورود الخبر رأينا منصات إلكترونية معلومة طبعا شمرت عن ساعدها واستعدت لما هو موكل لها وهو عدم تفويت اي فرصة لدمغ شركة بدر للطيران بأنها الشركة التي تقف خلف كل هذا.. وهذا الادعاء الكاذب ما يضحده الواقع وتكذبه الوقائع حيث كرم رئيس مجلس الوزراء معالي الدكتور عبدالله حمدوك مؤخرا بمكتبه اخد أفراد شركة بدر للطيران لدوره في كشف عملية تهريب سبائك ذهب لو لا فطنة منتسب بدر لطارت السبائك دون رجعة.
أعود للموضوع وهو لماذا تتم شيطنة بدر للطيران بهذه الكيفية مع انها تمتلك أكبر أسطول للطائرات في السودان وتمتلك أحدث الطائرات كان آخرها الذي نقل وفد معالي دولة رئيس الوزراء إلى باريس إليها و منها بمنتهى المهنية التي بالتأكيد تشرف كل إنسان محب للخير والسودان ولصناعة الطيران ودورها في تنمية وتشجيع الاقتصاد وتنمية الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة القومية من خلال ربط أجزاء واسعة من البلاد مع بعضها البعض بل إنها ربطتنا بالعالم في أحلك الظروف.
تتم عملية الشبطنة هذه بدعم مباشر من شركة طيران والغة في الفساد كان آخر ما جاء في سلسلة مقالات للكاتبة شهيرة على إحدى الصحف وفضحت بالأرقام والدلائل لعب هذه الشركة وضررها على الاقتصاد.
بالطبع لم تستثمر بدر في هذا لأن ذلك سلوك لا يعبر عن إدارة سوية تحترم شروط التنافسية الشريفة وتغلب من قيمة المنافسة ذات الأسس الأخلاقية ولكن ماذا فعلت الشركة والشركات والجهات الأخرى والابواق التي تنفذ ما يطلب منها بالحرف الواحد ، لعبت على وتر حساس وهو عملية تغيير الصورة الذهنية الممتازة عن شركة بدر للطيران لدى المواطن والمسؤول وأنها شركة استطاعت أن تخفظ عنفوان السودانيين وتصير محل فخرهم بين الشعوب في مضمار الطيران وصناعته في ظل ظروف معروفة ، هذه الصورة الذهنية التي لم تأتي من خلال صفقات مشبوهة ولا وفاسدة تماما مع البنوك والشركات الوهمية (ذات الطواقي) (سنتاي لها لاحقا بعد أن توفرت معلومات جديدة جديرة بإطلاع الرأي العام عليها وتنويره بها)، بل جاءت بعمل متواصل استطاعت أن توفر له سمعة محترمة وتحوذ على ثقة العملاء وتصبح خيارهم الأول في السفر بشعارها الذي طبقته تماما (Enjoy The Flight).
هذه الشيطنة والألة التي تقف خلفها آلة بلا ضمير ولا بلا دراية و ما تقوم تأثيره ليس على الشركة بل علي صناعة الطيران في السودان عبر كسر شوكة الوطني وترك الباب موارب أمام الأجنبي ليسرح ويمرح ويمتص العملة الصعبة لبلدنا ويحولونها إلى بلدانهم كصيد ثمين بدعم من غشيم.
الكتابة عن بدر للطيران لا تدفعني إليها عطية ولا تقرب ولا تملق ففي الظروف الصعبة يظهر معدن الناس، الذين قد ينسون أن الدنيا دوارة والتي لا يضمن فيها العبد ليله قبل بزوغ نهاره ولا ساعتة قبل برهة الزمن (مابين انتباهة عين والتفاتتها يغير الله من حال إلى حال فحسب المتوكلين).
بدر للطيران أمامها الكثير لتبدع فيه وتسيد فيه الساحة داخليا وخارجيا، بل ويمكنها كذلك نقل مقرها إلى إحدى دول الجوار التي يستقر فيها سعر العملات مقابل عملتها الوطنية وتحفظ حقوق المثابرين
والخالية من الحساد والناغمين والمشاؤون بالنميمة التي للأسف يقوم بها بعض من عملوا بمهنة الصحافة. ولكنها لن تفعل حرصا على واجبها الوطني المشرف لكل غيور على بلده، فالبلدان الناجحة تنجح لأنها بنت مؤسسات وبدر مؤسسة ناجحة رغم كيد الأعداء .
مهنة الصحافة التي يقول عنها القطب الديني الداعية المتصوفة الشيخ سليمان بيتاي قدس الله سره أن الصحافة مهنة الرسول لن ينجح فيها حاشية وموالو ابن سلول.).
أعود في مقالي القادم عن كشف خيوط هذه الآلة الإعلامية وخطتها وعملها بالايسكرين شوت والتسجيلات التي صبرت صبرا جميلا وطويلا حتى احصل عليها وعلى أي صيد حصلت!!
يأتي مقالي هذا نتفق مع المطالب الواضحة و مع تأكيدنا بضرورة تشديد الإجراءات من قبل سلطة الطيران على كل العاملين بهذا المرفق الحيوي الاستراتيجي وتجديد قيادات الأجهزة الجمركية والأمنية بصورةَ دورية ومعاقبة المفسدين وتقديمهم للعدالة وهي السنة التي يجب أن تسن .
هذا يقودني عرضا كدة لسؤال مباشر تمت منذ فجر التغيير الذي شمل البلاد تغيير واحالة عدد من القيادات الأمنية الا مدير الجمارك نعم هذا شأن يخص هذه الأجهزة وسياساتها ولكن السؤال أيضا يأتي حتى من دفعته ومجموعة من القادة، الراجل ده شيخو مين؟.
نواصل