عجبت كثيراً للاأفراح والتهليل و الزغاريد التي انتظمت ( المُغيبون ) و التي حاول البعض تسويقها للشعب الجائع تحت مسمى جديد هذه المرة اسمه العودة إلى المحافل الدولية و الانصهار مع المجتمع الدولي .
مؤتمر باريس والذي في ظاهره الرحمة و باطنه من قبله العذاب جاء ليبرهن و يؤكد أن عبقرية الساسة لدينا في السودان و عقليتهم لا تتفق عن شيء سوى الشحاته .
غادرنا رئيس شحات ليحل محله رئيس وزراء هو بروفيسور في الشحاته ، بمعنى أننا خرجنا من حفرة و وقعنا في ( دحضيرة ) ، غادرنا شحات مبتدئ ليحل مكانه شحات محترف .
وكأن هذا الوطن محروم من عقليات إقتصادية تنكفئ على ثرواته و تعمل على استخراجها و تطويرها و تنميتها و و تقديمها للعالم .
لقد كنا نظن أن الرئيس المخلوع عمر البشير لا يجيد شيئاً سوى الشحاته و الصراخ و الخطب الحماسية التي مزقت حباله الصوتية .
وكنا نظن أن الرجل لايعرف كيف تعمل المؤسسات الوطنية لدفع مسيرة التنمية ، لذلك كان شغله الشاغل التنقل عبر الطائرات واستجداء المساعدة والعون من الخارج .
وحين جاءت الثورة ب ( حمدوك) أو فلنقل حين ( خُدعنا ) و انطلت علينا الحيلة ب (؟تسويق ) الرجل لنا عبر شهاداته العليا و خبراته العالمية في مجال التنمية والاقتصاد حينها كبرنا و هللنا وقُلنا أن الفرج قد أتى لشعبنا الصابر .
وماهي إلا شهور حتى تكشفت لنا الخُدعة و بدأت ورقة التوت تنسحب من على الرجل لنتأكد يوماً بعد يوم أننا ضحية أكبر أكذوبة في تاريخنا …!!
وبسؤال بسيط ماذا يفعل حمدوك و رهطه في باريس ….!! ماهي الأوراق التي قدمت ….؟؟ و ماهي النتائج الملموسة على أرض الواقع …!! وماهي الغاية من هذا الوفد الضخم …؟؟دعكم من كل هذا …!! ما هي المحصلة حتى هذه اللحظة على أرض الواقع ….؟
بإختصار إنه مؤتمر باريس الأول للشحاته ، الشحاته الواحده دي اسم الدلع ( مؤتمر باريس ) ، لا تصدقوا الاعفاءات المليارية للديون فهي لا تعدو أن تكون تضخيم للواقع بشهادة وكالات الأنباء العالمية ، كما لا تصدقوا القروض التجسيرية والتي تأتي وبالاً علينا أيضاً .
لقد كنت أتمنى أن تتعلم الحكومة الانتقالية من تجربة فشل المؤتمر الوطني شيئاً واحداً هو أن لا تكذب .
لا تكذبوا علينا …. الصدق و الشفافية و الوضوح و المعلومة الصحيحة هي الأساس السليم للعلاقة المتينة مابين الشعب و الحكومة .
خارج السور :
حين يعود حمدوك إلى أرض الوطن اسألوه هل هو مؤتمر للتنمية والنهضة والإعمار أم أنها شحدة في شكل قرض…!!