طلب برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للجاليات السودانية بليبيا، من الهلال الأحمر والسفارة السودانية بليبيا المساعدة في انتشال وتصنيف عشرات الجثث لسودانيين غرقوا في البحر إثناء العبور لأوروبا.
وأكد مسؤول البرنامج مالك الديجاوي لسودان تربيون أن نحو 150 سودانيا لقوا حتفهم الجمعة الماضية غرقا في البحر الأبيض المتوسط بعد تحركهم من الشواطئ الليبية صوب أوروبا على متن ثلاثة قوارب.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي مجموعة شباب سودانيين أغلبهم من مدينة كسلا شرقي البلاد، وهم يثنون على مهربين أشرفوا على رحلة الموت.
وشككت مصادر أن يكون الفيديو للضحايا لأن من فيه يتحدثون عن تمركزهم في زوارة قرب تونس، بينما ضحايا القوارب الثلاثة أبحروا من منطقة تدعى الخُمس على الساحل الليبي.
وطبقا للديجاوي فإن اللحظات الأخيرة لهؤلاء الشباب وثقها المهرب في مقطع فيديو دعائي له في 21 أبريل الحالي لاستقطاب مزيد من المهاجرين وبعدها زج بهم في البحر العاصف الذي بلغت أمواجه علو ستة أمتار.
وناشد الهلال الأحمر الليبي وسفارة السودان بليبيا بمزيد من التنسيق بخصوص جثث المهاجرين التي يلفظها البحر على طول الساحل بغية معاينتها ومقارنتها مع الصور التي يرسلها ذوي الضحايا للتعرف عليها وأخذ عينات لفحصها لاحقا لمعرفة ذويهم عن طريق البصمة الوراثية.
وتلقى برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية صورا من ذوي مهاجرين بالسودان لتلقي تأكيدات بشأن مصيرهم.
وأبلغ محمد عبد المنان الطاهر، صديق أحد الضحايا، سودان تربيون أن المهاجرين بدأت رحلتهم منذ حوالي 10 أيام لكن الراجح أنهم ركبوا البحر قبل أربعة أيام.
ويقول الطاهر إن صديقه محمد إبراهيم من بين هذه المجموعة لكن حتى الآن لم يتحصلوا على معلومات بشأن جثث الضحايا.
ويضيف أنه طبقا للصور المتداولة للقوارب الغارقة فإنها كانت تقل المجموعة التي يعرفون فيها عدة أشخاص تحركوا من صبراتة الليبية للهجرة إلى أوروبا.
وبحسب نادر وليد فإن شقيقه “عبد المنعم” من ضاحية سوبا جنوبي الخرطوم كان من ضمن ركاب القوارب الثلاثة لكن وطبقا لمعلومات تلقوها فإن شقيقه من ضمن ركاب القارب الذي اعترضه خفر السواحل الليبي وهو الأن رهن الاحتجاز.
وناشد نادر المنظمات والبعثة الدبلوماسية السودانية بليبيا للتحرك بسرعة والتأكد من مصير شقيقه عبد المنعم حتى تطمئن الأسرة.
وطبقا لتقارير فإن ثمة مخاوف من غرق حوالي 130 مهاجرا سودانيا بعد فقدان ثلاثة قوارب في عرض البحر الأبيض المتوسط أطلقت نداءات استغاثة قبل فقدانها.
وتم العثور على 10 جثث طافية قرب قارب مطاطي، بينما لا يزال قارب خشبي مفقودا.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لسودان تربيون فإن خفر السواحل الليبي اعترض احدى هذه القوارب واقتاده نحو اليابسة، بينما تمكن خفر السواحل الليبي من إنقاذ قارب ثاني، لكن القارب الأخير تعرض للغرق بسبب الأجواء المضطربة في عرض البحر.
وتأسف مالك الديجاوي على تكرار هذه الحوادث رغم خطورتها ابتداءا من الهجرة من السودان حتى الوصول إلى طرابلس او ما جاورها من مدن الساحل، وما يتعرض له المهاجر وأسرته من ابتزاز وتعذيب من قبل المهربين نظير الحصول على فدى مالية تصل الى 5 ألاف دولار.
ونصح المهاجرين بتناسي الهجرة لأوروبا التي تكلف كل مهاجر 10 ألف إلى 20 ألف دولار لكن نهايتها مأساوية إما التعرض للقرصنة والابتزاز من قبل المهربين أو الاعتراض من قبل خفر السواحل الليبي أو الغرق في البحر.
ودعا المنظمات والسلطات في السودان وليبيا لتذليل العقبات لتحقيق أهداف برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للجاليات السودانية للحد من خطر الهجرة غير الشرعية وتشجيع العودة للسودان بتمليك مشاريع انتاجية