اعمدة الرأى من رؤى نيــوز
كتبنا من قبل ان قضية مياه ولاية الخرطوم قضية جوهرية داخلية انعكست سلباً على واقع المياه في ولاية الخرطوم ، فالأزمة داخل الهيئة لاعلاقة لها بأزمة المياه ، بل هي ازمة ادارة فشلت حتى في إصدار قرارات داخلية بالهيئة ، وتجاهلت كل الاصوات التي حذرت من ان ثمة مشاكل حقيقية تعاني منها محطات مياه ولاية الخرطوم ، وطالبت باستعجال إصلاحها لتلافي مشاكل أكبر ،
ولكن كيف تعاملت الادارة الجديدة مع هذه الاصوات ، تجاهلت كل مطالبها المتكررة بالإصلاح ، و صمتت على كل ملفات الفساد التي قدمت لها بالأدلة والمستندات ، وقامت بتنصيب وترقية بقايا الفلول الذين تم تعيينهم مدراء ادارات ، وهم لا يحملون شهادة الهندسة التي تؤهلهم لادارة هذه المناصب ، ومكنتهم أكثر وحاربت الادارة اللجنة التسييرية التي تمثل الثورة والتي تكونت من لجان المقاومة بالهيئة تلك اللجنة التي كشفت كل أوجه الخلل والفساد الإداري والمالي والإهمال ، وقامت الادارة باستغلال علاقاتها مع لجنة ازالة التمكين حتى تم اعفاء اللجنة التسييرية وتعيين لجنة أخرى لا تحرك ساكناً.
وكانت اللجنة الاولى دقت ناقوس الخطر منذ غرق محطة شمال بحري التي كتب مديرها اكثر من ثلاثة خطابات يطالب الادارة باصلاح المحطة لكن الادارة تجاهلت أمره الى ان غرقت المحطة ، ورغم ذلك صدر قرار من الوالي باعفاء مدير المحطة باعتباره المسئوول الاول وبعدها حذرت اللجنة من ان عدداً من المحطات تعاني أعطاباً كبيرة ان لم يتم إصلاحها ستعاني الولاية من ازمة مياه كبيرة ، ولكن والي الخرطوم ومدير هيئة المياه االمهندس مأمون عوض حسن تعاملا مع تحذيرات اللجنة القديمة بنظرة سياسية ضيقة وقرروا ابعادها وإسكاتها تماماً، فالمدير الجديد استلم منصبه و منذ تعيينه وازمات المياه تتفاقم الى ان وصلت ماوصلت اليه.
وجاء اليوم الاسود (يوم التناكر) الذي كانت تخشاه اللجنة عندما غض عنه الوالي الطرف وجعل مدير الهيئة أصابعه في أذنيه ودخلت الخرطوم فعلاً في أزمة مياه ، ليأتي مأمون حسن ويكشف عن قرار بتوزيع مياه الشرب عبر (التناكر) ليعيد الخرطوم الى عقود للوراء ، دون ان يتردد مامون ويتحدث بكل جرأة عن شحّ المياه في عددٍ من أحياء العاصمة الخرطوم ، ويقول ، إنّ لجنة مكونة من والي ولاية الخرطوم ، أيمن خالد، قرّرت توزيع مياه الشرب عبر ”التناكر” في المناطق التي تشهد عطشاً وشحاً في المياه ، فيما أقرّ حسن بمشكلات تواجه الهيئة في توفير إمداد مستقرّ للمياه تتعلّق بتهالك محطات مياه الشرب وأشار إلى عزم الهيئة صيانة محطة بري، فضلاً عن خطة إدارته لصيانة وإنشاء محطات بالعاصمة الخرطوم.
وما أعلنه مامون اليوم هو ما أنكره قبل شهور عندما هاتفته (الجريدة) وسألته عن حقيقة عدة محطات تعاني من أعطال كبيرة ربما تدخل الخرطوم في أزمة (عطش) وتعالى مامون وتجبر وأنكر ذلك وقال هذا ليس صحيحاً واعتبر ان كل ما تقوله اللجنة ماهو الا ردة فعل لإبعادها من قبل لجنة التمكين وانه يعمل جاهداً في ان يقدم خدمة مميزة للمواطن من خلال تقلده لمنصب مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم وهاهو مامون ينجز إنجازاً ضخماً ويقرر ان يقدم للمواطن خدمة مختلفة مميزة لا مثيل لها (خدمة توزيع المياه بالتناكر) فبدلاً من ان يعترف بالأعطال أمس أقر اليوم بالتهالك.
ولا نستبعد أن يعكف مامون ليوفر للمواطن خدمة الخط الساخن حتى يصلك ( التنكر ) امام الباب ، او ان تتصل برقم آخر ان كنت تريد التنكر في الشارع الرئيسي .
والمضحك في الامر ان لجنة مكونة من والي الخرطوم ( لجنة كاملة ) ماذا قررت ، قررت توزيع المياه بالتناكر ، وهل توزيع المياه بالتناكر يحتاج الى لجنة ؟! ، واللجنة الموقرة الم تجد لها حلا آخر افضل من (فكرة التناكر).
ليقر والي الخرطوم بهذا الفشل الكبير ، وليكن اكثر إنصافاً وشجاعة ويصدر قراراً باعفاء مدير هيئة مياه الخرطوم ، فهو الذي أصدر قراراً من قبل لمدير هيئة المياه السابق لتقصيره وتسببه في غرق محطة ، والمدير الحالي نقلنا من الغرق مشكوراً ليضعنا في دائرة الظمأ واليابسة !!
#طيف_أخير :
ولعل ماتخشاه ليس بكائنٍ ولعل ماترجوه سوف يكون .