فاجئتني الصديقة العزيزة هيفاء دياب يوم أمس بالحديث عن أنهم في منطقة الفتيحاب بأمدرمان لم يشاهدوا ( المويه ) منذ ما قبل شهر رمضان المبارك .
قلت لها نعم …!! ماذا تقولين …!! كيف يعني …!! ، قالت والله ماعندنا مويه ، ويومياً عقب الإفطار يقوم زوجي بفك مقاعد السيارة الهايس ويقوم إخوته بتعبئة سيارة بوكس والهايس ببراميل ويخرجون في رحلة البحث عن المياه .
هل تصدقون مثل هذا الحديث …!! خمسة عشر يوماً من غير مياه …!! ، أية حكومة تلك التي تحكمنا …!! وأي شعب نحن الصابر على هذه الفوضى العارمة ..!!
هيفاء وأسرة زوجها ربما يعيشون في رفاهية بإعتبار أن لديهم هايس و بوكس و عربة ثالثة تمكنهم من حمل البراميل والبحث عن المياه ، ولكن ماذا عن الأسر الأخرى التي لا تملك سيارة أو ربما لا تملك حتى برميل تحمل بداخله المياه .
يا لهواننا رفاهية شعبنا في تمكنه من البحث عن المياه بسيارة ملكه..المياه..المياه يا عالم ..المياه يا ناس..المياه ..أبجديات الحقوق.
سألت هيفاء ماذا عن الجيران ، قالت لي أكثر ما يؤلم حين يقرع أحدهم بابك وهو يحمل ( باقة) ليطلب منك القليل من الماء وهو يسألك عندكم مويه …!! ، ولا تستطيع إحراجه أو إرجاع دلوه فارغاً …!!
ومن الممكن أن تكون تلك المياه هي آخر ما تبقى لك للطهو أو لاستخدامات الأطفال المتعددة …!!
لاحقاً علمت أن معاناة هيفاء هي معاناة ٨٨٪ من سكان العاصمة ، والصدفة حولها جعلتني أتجول في ثلاثة أحياء سكنية في يوم واحد لأكتشف أنهم جميعاً يعانون من صيام الحنفية في رمضان ….!!
حسناً أين مايسمى والي الخرطوم من معاناة هؤلاء المواطنين ، أكاد لا أصدق أن يظل مواطنون يعانون من العطش في قلب العاصمة ولفترة خمسة عشر يوماً .
للذين يدافعون عن هذه الحكومة المهترئة ماهو الفشل إذا لم يكن مايحدث من تعطيش للمواطنين هو الفشل ، أي دليل أكبر على العجز و فقر الإدارة و سوء التخطيط من الذي يحدث الآن .
يوم أمس شاهدت مسرحية سيئة الإخراج اسمها أن أحدهم قفل محابس المياه لمربعات الفتيحاب والصالحة بالخرسانة والأسمنت ….!!
رواية بائسة وقصص أكثر بؤساً عن مخططات الدولة العميقة ….!!
حسناً إذا سلمنا بأن أحدهم أغلق محابس الفتيحاب من الذي أغلق محابس جبرة و العشرة و النزهة والصحافة وأركويت و الحلة الجديدة و كافوري و المنشية و أم بدة و شمبات و ….و….
خارج السور :
إقالة نمر فرض عين الآن و ليس غداً