دقت رابطة الأطباء الاشتراكيين (راش) ناقوس الخطر بسبب تفاقم أزمة الأدوية بالبلاد وكشفت عن عدم توفر 58 % من الأدوية الأساسية بما فيها الأدوية المنقذة للحياة .
ووصفت وضع الأدوية بالكارثي، ونوهت الى أن المديونية العاجلة بلغت 45 مليون يورو وأرجعت تراكمها بسبب توقف وزارة المالية عن دفع فرق السعر الخاص بدولار الدواء من 55 جنيهاً إلى 120 جنيهاً منذ يوليو الماضي، بالإضافة إلى أن تكلفة إستيراد 123 صنفاً من الأدوية المنقذة للحياة تساوي 21 مليون دولار.
وكشفت رابطة الاطباء الاشتراكيين في تقرير لها حول موقف خدمات الطوارئ طبقاً لصحيفة الجريدة الصادرة اليوم ، كشفت عن أن وزارة المالية لم تسدد للإمدادات الطبية تكلفة العلاج المجاني لشهري يناير وفبراير والبالغ مليار و700 مليون جنيه سوداني، ولفتت الى أن جملة ديون الإمدادات الطبية بطرف وزارة المالية تبلغ 149 مليون يورو تتمثل في 58,528 مليون يورو عبارة عن فواتير في البنك في إنتظار التسديد، 15,907 مليون يورو فواتير لصالح توفير معينات الكورونا وأشارت الى أنه تم تسديد 210 ألف يورو فقط منها لتوفير معينات الكورونا، ونوهت الى وجود ديون تقع على عاتق الإمدادات لتسلمها أدوية منذ العام 2919 م تبلغ قيمتها 3 مليون يورو بالاضافة الى فواتير أدوية تسلمتها الإمدادات من الموردين في العام 2020م تبلغ قيمتها 71,587 مليون يورو عبارة عن فواتير أدوية.
واتهمت “راش” وزارة المالية بالتلكؤ في توفير التكلفة الكلية لأدوية الطوارئ لضمان الاستقرار في الانسياب الدوائي لأدوية الطوارئ والعلاج المجاني للأطفال دون الخامسة والأدوية المنقذة للحياة والتي تبلغ تكلفتها 200 مليون دولار في العام.
واعتبرت ان تراكم مديونية الصندوق القومي للإمدادات الطبية وعدم توفير التمويل اللازم يدل على إتجاه السلطة الإنتقالية لخصخصة الإمدادات الطبية بحجة عدم الفعالية في توفير الحوجة الدوائية.
ونوهت الى أن امتناع السلطة الإنتقالية متمثلة في مجلس الوزراء ووزارة المالية عن دفع استحقاقات توفير الإمداد الدوائي للصندوق القومي للإمدادات الطبية إنعكس بشكل مباشر على إنعدام أدوية غسيل الكلى، علاجات السرطان حيث ارتفعت أسعار جرعات علاج سرطان الثدي لتبلغ 193 ألف للجرعة الواحدة، بجانب إنعدام الأدوية المخدرة، و علاجات الأمراض النفسية والعصبية، ولفتت الى أن تكلفة توفير الهيبارين ٥٠٠٠ وحدة بواسطة الإمدادات لكل السودان تبلغ حوالي ١ مليون و٤٠٠ الف يورو فقط، بينما تبلغ تكلفة توفير دربات ملح الطعام ٣.٦ ألف يورو في الوقت الذي يباع فيه درب الملح في السوق الموازي بواقع ٥٠٠ جنيه للدرب الواحد، بينما تكلفة توفير علاج أمراض المناعة في الأطفال تبلغ مليون و٩٥٠ الف يورو.
وطالبت “راش” الجماهير بالضغط على الحكومة الإنتقالية من أجل استقرار خدمات الطوارئ بالبلاد ورهنت تحقيق ذلك بتوفير معينات العمل، بما فيها تسديد مديونية الإمدادات الطبية وتوفير مبلغ 200 مليون دولار لتأمين حوجة البلاد من أدوية الطوارئ، بالإضافة إلى التوسع في التصنيع الدوائي بالبلاد، فضلاً عن زيادة عدد الكوادر الصحية بالمؤسسات الصحية، وتوفير الوظائف الدائمة، تحسين شروط خدمة الكوادر الصحية، زيادة الصرف على الصحة ووصولاً لإعادة بناء النظام الصحي.