الخرطوم: الفاضل إبراهيم
أضرم مواطنون غاضبون من انقطاع التيار الكهربائي النار في مكتب بلاغات الكهرباء بضاحية أركويت في الخرطوم، مساء أمس الاثنين.
وتسبّب الحريق في اتلاف كامل لمكتب البلاغات الذي يخدم منطقة أركويت.
فيما شرعت شركة توزيع الكهرباء في تدوين بلاغات وتحريك إجراءات جنائية ضد المتهمين بالمنطقة.
ورغم الحادثة إلا أن المكتب واصل العمل فيما عدا قسم البلاغات الذي توقف تماماً بسبب الضرر الكبير الذي لحق به.
وأرجع مدير إدارة توزيع الكهرباء بالخرطوم المهندس عز الدين سر الختم في حديثه لـ«التغيير» أسباب زيادة فترات «ساعات» قطع التيار أمس الاثنين لضعف الإمداد نتيجة لتوقف محطة أم دباكر الحرارية بالنيل الأبيض.
وأبدى سر الختم أسفه على الحادثة، وقال إن الفنيين والموظفين بالمكاتب ليست لهم أي علاقة بقطع التيار الكهربائي.
ونوّه إلى أن القطوعات الحالية مبرمجة منذ فترة وأصبحت معروفة للجميع وتشمل أحياناً حتى مكاتب الكهرباء نفسها.
وأوضح أن التأخير في الاستجابة لبعض البلاغات يعود لانقطاع الكهرباء لأن هناك بلاغات تتطلب وجود التيار، بجانب المشاكل الإدارية الأخرى وأبرزها الوقود.
ودعا سر الختم، المواطنين إلى التحلي بالحكمة وعدم اتلاف المال العام لأن الأمر يتضرر منه الجميع، وتمنى ألا يتكرر مثل هذا السلوك.
وحول ما يثار عن أن العاملين بالكهرباء «كيزان مندسين» يقومون بقطع الكهرباء لأسباب سياسية قال سر الختم، إن العاملين في الكهرباء يتمتعون بمهنية عالية جداً وأن القطوعات والبرمجة نتيجة لأسباب معروفة متعلقة بضعف الإنتاج.
تفاصيل الحادثة
من جانبه، أقر مدير مكتب أركويت المهندس محمد عبد الفتاح، بأن ساعات القطوعات أمس كانت أكثر من الأيام السابقة.
وقال: «ما حدث بالأمس أن المواطنين الغاضبين دخلوا للمكتب عند الساعة الواحدة صباحاً محتجين على انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وقاموا بحرق مكتب البلاغات بعد أن اشعلوا فيه لستك وانصرفوا قبل وصول الشرطة للمكان».
فيما أوضح عدد من أفراد الأمن بمكتب كهرباء أركويت، أن الحادثة وقعت عند الواحدة صباحاً حيث اقتحم عدد من المواطنين مباني المحطة الرئيسية للكهرباء وهدّدوا بحرقها لكنهم اتجهوا لمكتب البلاغات وأشعلوا فيه النيران بإلقاء «لستك مشتعل».
وأشاروا إلى أن مكتب كهرباء العمارات بالخرطوم تعرض لتهديد مشابهة.
تراجع الإنتاج
ويشهد السودان منذ العام 2020م برمجة للقطوعات تصل في بعض الاحيان لـ«11» ساعة من القطوعات خلال اليوم، وتتراوح في الاحوال العادية ما بين «6- 7» ساعات نتيجة لتراجع إنتاج الكهرباء.
وتسود حالة من التذمر وسط المواطنين بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وتنتظم مواقع التواصل الإجتماعي حملة مكثفة تطالب بتحسين إمداد الكهرباء خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
وفي حين تبلغ الحاجة الفعلية للسودان نحو «3200» ميغاواط، فإن إنتاج الكهرباء تراجع منذ أغسطس الماضي إلى «1820» ميغاواط.
وكانت شركة الكهرباء أعلنت في وقتٍ سابق عن برمجة للقطوعات، بالأحياء السكنية نتيجة لنقص في التوليد الحراري.
ودعت الشركة في تنويه للمواطنين إلى أخذ التحوطات اللازمة لبدء العمل في برنامج تكثيف الجهود لعمليات الصيانة الدورية لمحطات التوليد الحراري.
وأكدت أن ذلك يأتي في إطار تجويد العمل والمزيد من الشفافية.
وتعهدت وزارة الطاقة والتعدين بتقليل ساعات القطوعات تدريجياً خلال شهر رمضان بعد دخول بعض المحطات الحرارية للخدمة وتوفير الصيانة والوقود.