أكد مثقفون مصريون وسودانيون، أهمية دور المبادرات الفردية للمبدعين والفنانيين في تنمية العلاقات الثقافية بين البلدين.
وعقدت مساء الاثنين، ندوة بعنوان “دور الثقافة والفنون في تعزيز العلاقة بين السودان ومصر”، استضافتها القنصلية المصرية في الخرطوم، ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري الثاني، تحت عنوان “مسارب الود 2″، الذي ينظمه مركز “راشد دياب” للفنون.
وحضر الندورة القنصل المصري العام في الخرطوم المستشار أحمد عدلي إمام، وأدارها المستشار الإعلامي المصري عبد النبي صادق، وشارك فيها الفنان السوداني راشد دياب، والفنانين المصريين جلال جمعة، ومحمد عبد العظيم، وعدد من الفنانيين والمثقفين والإعلاميين السودانيين.
ورحب المستشار أحمد عدلي أمام بالحضور، مؤكدا أهمية العلاقات الثقافية في زيادة الروابط بين الشعوب.
وأشار إلى دور ورش العمل والدورات التدريبية والندوات المشتركة في البلدين، موضحا أن هذا الأمر يجب أن يتعاظم فيه دور المبادرات الفردية للفنانيين والمبدعين.
ولفت المستشار أحمد عدلي إمام إلى أن الحضارات والثقافات القديمة كان لها دور كبير جدا في توطيد العلاقات بين البلدين، داعيا الفنانين والمثقفين إلى لعب دور أكبر في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.
من جانبه، رحب المستشار الإعلامي المصري عبد النبي صادق، بالحضور، مستعرضا عمق العلاقات الثقافية بين مصر والسودان، ودورها في تنمية الروابط بين شعبي البلدين.
وأشاد صادق بمبادرة الفنان راشد دياب في تنظيم الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري، منوها بالمشاركة المصرية الرفيعة فيه عبر أعمال الفنانيين جلال جمعة ومحمد عبد العظيم.
من جهته، أشار الفنان راشد دياب، إلى أزلية وتاريخية العلاقات بين مصر والسودان، مؤكدا ضرورة أن أرض البلدين واحدة.
ودعا دياب إلى الاتفاق على برامج تعليمية مشتركة في البلدين، بحيث تعكس ثقافة وحضارة كل منهما في الدولة الأخرى، كما طالب بإعداد برامج إعلامية مشتركة تُقدم في البلدين.
وشدد على أن أي سوداني أو مصري يجب أن يلعب دورا في تنمية العلاقات الثقافية بين البلدين، مطالبا بتنفيذ مشاريع ثقافية ضخمة بين البلدين تعكس علاقاتهما المتطورة.
وأعرب عن شكره لقنصل عام جمهورية مصر العربية في السودان أحمد عدلي إمام، على إتاحة الفرصة لهذا النقاش الثري الذي يهدف إلى الوصول لنتائج واضحة.
من جهته، أكد الفنان المصري محمد عبد العظيم، على المسؤولية المشتركة للمثقفين في البلدين في هذا الصدد باعتبارهم جزءا من نسيج الحياة، ولهم دور كبير في التواصل بين الشعوب، لافتا إلى أن المناقشات في الملتقى كانت إيجابية، وتم الاتفاق على الوصول إلى توافقات برعاية المخلصين من الطرفين، لإحداث تواصل ثقافي أكبر برعاية الحكومتين والقطاع الخاص.
واقترح إقامة “بينالي النيل” بحيث تُنظم دورة في القاهرة وأخرى في الخرطوم، فضلا عن تعاون سينمائي بين البلدين، عبر إقامة استديوهات مشتركة، وتنظيم مهرجان سينمائي كبير، تستظيف دوراته بالتبادل القاهرة والخرطوم.
وأعرب عبد العظيم عن سعادته بالتواجد في السودان والمشاركة في تلك الندوة، مؤكدا أهمية الشمال والجنوب لبعضهما البعض.
من جهته، قال الفنان جلال جمعة، إنه تعرف خلال هذه الزيارة على الفن التشكيلي السوداني واستفاد منه، كما استطاع عرض خبرته في مجال الفن التشكيلي على الفنانين التشكيليين السودانيين، لافتا إلى أن مثل هذه الفعاليات تزيد الترابط والمعرفة في الجانبين.
وأعرب عدد من الحضور من المثقفين والإعلاميين السودانيين، خلال مداخلاتهم في تلك الندوة، عن سعادتهم بالمشاركة فيها، مشددين على أهمية العلاقات المصرية السودانية، وضرورة تنمية الجانب الثقافي فيها، عبر إقامة مثل هذه الفعاليات المشتركة في عاصمتي البلدين.