حاوره : ضياءالدين عبدالرحمن
*اول زيارة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد الثورة ماهي أبرز مخرجات الزيارة
زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للخرطوم في شهر مارس اتت هي الأولى بعد ثورة ديسمبر المجيدة و الزيارة لها ما بعدها و استحوذ على المباحثات قضية سد النهضة و هي القضية الرئيسية خاصة بعد أن تقدم السودان بمقترح للجنة رباعية تشمل الاتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة و الولايات المتحدة و الاتحاد الأفريقي للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق الدول الثلاث بالإضافة لحق مصر و السودان في مياه النيل و تم في الزيارة توحيد الرؤى بين الجانبين و وافقت مصر على المقترح السوداني لأنه ينشد بالرجوع للمفاوضات و الوصول بالطرق السلمية لحل ، لأن عدم الوصول لإتفاق حول سد النهضة يهدد حياة 150 مليون شخص في البلدين و سيعانون من نقص في المياه و الزيارة كانت مهمة و تاريخية ستؤتي ثمارها في مقبل الايام حيث أن السودان و مصر مصيرهما واحد و الأمن القومي السوداني هو امتداد للمصري و الأمن القومي المصري هو امتداد للسوداني، كما تم التباحث في الزيارة حول ملف البحر الأحمر و الهجرة غير الشرعية و مكافحة الإرهاب و تم تفعيل الملفات الاقتصادية و الصحية و التجارة و الصناعة و الكهرباء حيث تم الاتفاق على إقامة مشروعات مشتركة بين البلدين و العلاقة بين السودان و مصر هي علاقة تكاملية و ليس تنافسية و نحن شعب واحد في بلدين.
- هل هناك مشاريع استراتيجية مستقبلية بين البلدين
الزيارات المستمرة و المتبادلة بين مسؤولي الدولتين تهدف للتكامل و تعمل على تقريب وجهات النظر و خلق فرص للتواصل ، الاستثمارات المصرية في السودان تبلغ 150 مليون دولار و هذا المبلغ لا يليق بالعلاقة بين البلدين، و أبرز الاستثمارات القادمة في مجال الطاقة و الربط الشبكي ، حيث تتمتع مصر بوفرة في الكهرباء و يعاني السودان منها وهي عامل مهم في دفع عجلة الاستثمارات ، مصر تمد السودان حاليا ب70 إلى 80 ميقاواط و في المدى الزمني القريب نتوقع أن تصل ل240 ميقاواط و إلى 600 ميقاواط وصولا إلى 3000ميقاواط أن شاء الله، تم في زيارة الرئيس المصري التباحث في الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية و خاصة مصر تحتاج لهذا القطاع المهم و الحيوي بالإضافة للإستثمار في الموانئ و إتفاق على تأهيل الميناء الحالي ببورتسودان و زيادة الصادرات و الواردات و تم الإتفاق على زيارة وفد من رجال الأعمال المصريين للخرطوم ، كما شهدت زيارة وزيرة الصحة المصرية في السابق علي توطين صناعة الدواء في السودان و التزمت على توطين بتأهيل الأطباء في السودان و التعاون لمكافحة فيروس الكبد الوبائي.
و تم الإتفاق في الزيارة على إقامة مركزين تجاريين بالخرطوم و القاهرة لعرض المنتجات في كل من الدولتين مما يساعد التبادل التجاري و السلعي ، أيضا تم التباحث لإقامة مدينة صناعية بمنطقة الجيلي بمساحة مليوني متر مربع و انشاء مصانع بها في جميع المجالات و اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة القادم سيكون في القاهرة بعون الله .
- وزيرة الخارجية السودانية تقوم بجولة أفريقية بشأن ملف سد النهضة هل هناك تنسيق بين البلدين
السودان و مصر يسلكان الطريق السلمي و الطريق التفاوضي لحل أزمة سد النهضة و السودان و مصر يهدفان لإستقرار و تنمية الإقليم خاصة حوض النيل و ما يجمع الدول أكثر من ما يفرقهم إذا صدقت النوايا و جولة وزيرة الخارجية السودانية لتمليك الرؤية السودانية حيث أن دولة جذر القمر تمثل مجموعة شرق أفريقيا في الاتحاد الأفريقي و كذلك مصر تقوم أيضا بجولات لشرح وجهات النظر لتشكيل رأي عام دولي للعودة للطريق التفاوضي السلمي بما يحفظ حقوق الدول الثلاث.
- هل فعلا قضية سد النهضة قربت السودان و مصر من بعضهما
السودان أدرك المخاطر التي سوف يتعرض لها خاصة بعد الملء الأول لسد النهضة وشاهدنا كيف تأثر و بدأ السودان ينظر بعين مختلفة لقضية سدالنهضة لذلك التقارب بين السودان و مصر طبيعي و يجمعهما مصير مشترك و نحن لا ننكر حق إثيوبيا في التنمية لكن يجب أن يكون ذلك عبر اتفاق ملزم يحفظ حقوق الدول الثلاث.
*تحالف السودان و مصر هل يمكن أن نطلق عليه الحلف الأقوى عربيا و إفريقيا
إذا توحدت الرؤى و حصل تقارب شديد بين الدولتين و تكامل ستمثلان بالفعل قوة إقليمية كبيرة جدا سواء في المحيط الإقليمي العربي أو المحيط الإقليمي الأفريقي يمكن أن نقول ذلك خاصة مع الموقع الجغرافي المهم للدولتين.
*اتفاق الحريات الأربع كيف تقيمونه
من منظور شعبي اتفاق الحريات الأربع مطبق تماما في حق التملك و الاقامة و العمل و التنقل و نجد نحو 2 مليون سوداني يسافرون لمصر لقضاء شهر رمضان بمصر ، بالإضافة لنحو 5 مليون سوداني يقيمون بمحافظات مصر إقامة دائمة و لهم كافة الحقوق التي يتمتع بها الشعب المصري في العلاج و شراء السلع و التعليم و كافة أوجه الحياة و السوداني له معاملة خاصة مثله و المصري مشيرا إلى أن السودانيون يعملون في مصر بحرية كاملة و القنصلية المصرية الان تصدر يوميا 1500 تأشيرة مجانية و عدد 5000 سوداني يتوافد يوميا لمصر و 8 رحلات طيران يومية بين البلدين بالإضافة لنحو 20 إلى 25 باص سفري بالطريق البري.
أن العلاقة الشعبية بين البلدين متجذرة و ليس لها علاقة بالسياسة و لا تتأثر بها منوها إلى أن السودانيون يعرفون أن مصر بلدهم الثاني و مرحب بهم و هناك يطلقون عليهم أبناء النيل و توجد كيمياء طبيعية و انجذاب بين الشعبين، و الوجدان واحد و لنا أسوة في لقاء السحاب بين الشاعر الهادي آدم و كوكب الشرق ام كلثوم حيث أن العادات و الثقافة واحدة ، وانا شخصيا لا احس بغربة و اتواجد في المناسبات أفراح و عزاء و أحيانا لا أستطيع تلبية الدعوات من كثرتها من الاخوة السودانيين ، شاء من شاء و ابي من أبي ستظل العلاقة قائمة بين الشعبين الشقيقين المصري و السوداني و في زيادة و تطور مستمر.
مصر دائما تتمنى للسودان خيرا و هذا ليس للاستهلاك السياسي بل حقيقة حيث أمننا واحد و سعدنا بتوقيع اتفاقية السلام بين الحكومة الانتقالية و الجبهة الثورية و نسعد سعادة بالغة عندما نرى السودان في استقرار
*هل ستساعدون السودان في إجراءاته الإصلاحية الاقتصادية
بالتأكيد سنسعى لنقل التجربة المصرية في الإصلاح الإقتصادي للسودان لكي ندفع بسبل التعاون الثنائي و هي تجربة رائدة و مهمة نجحت مصر في تخطيها بالإضافة نسعي لربط السكك الحديدية بين البلدين و إعادة هيكلة هيئة وادي النيل للملاحة و الاستفادة من موانئ البلدين في البحر الأحمر و تعزيز التبادل التجاري بين البلدين و كل هذه الملفات تمت مناقشتها أثناء زيارة رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك لمصر و لكي تعود هذه الشراكات بالنفع لشعبي البلدين.
*نلاحظ غياب ملفات الثقافة و الاعلام من المباحثات و المسيطر هو الجانب السياسي
تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في الإعلام و بالتعاون مع وزارة الثقافة و الاعلام قمنا بتنفيذ 4 دورات تدريبية إعلامية في مصر برغم جائحة كورونا و ذلك لرفع كفاءة الإعلاميين السودانيين و استفاد المتدربون مهنيا و شخصيا، و تم التدريب على الإعلام الإلكتروني و هنا نحتاج للتدريب على زيادة الوعي ، و الاعلام له دور رائد فالكلمة هي سلاح يمكن أن يبني و يهدم، الإعلام يشكل الراي العام حيث له دور في تصحيح المفاهيم و أوجه رسالة للإعلام أن ينظر لنصف الكوب المليان في العلاقة بين السودان و مصر و يعكس الواقع فقط لا غير فواقعنا الان إيجابي بين الدولتين ، و الإعلام في مصر يتكلم عن السودان و يستضيف إعلاميين سودانيين لنقل الحقائق و أناشد من يكتبون في وسائط التواصل الاجتماعي أن يراعوا ضميرهم و يتقوا الله فيما يكتبون ، لأن هناك كثير من المواضيع الكاذبة تنشر و تشعل الاسافير بدون داعي ، و لذلك لازم نفوت الفرصة للمتربصين بالعلاقات السودانية المصرية
- اخيرا.. السودان بعد الثورة هل هناك تغيير
انا حضرت للسودان في بدايات الشرارة الأولى للثورة و هي فتحت صفحة جديدة بلاشك برغم التحدي الاقتصادي، و أهم إنجازات الثورة السودانية هو تحقيق السلام في كل ربوع السودان و توقيع اتفاق السلام حيث وقعت مصر كشاهد على هذا الاتفاق، ثورة ديسمبر هي بداية لعهد جديد و مستقبل مشرق في التنمية و كان الشباب الثوري السوداني له رسالة و لم تنسى مصر شباب الثورة حيث حضرت لجنة طبية مصرية لمعاينة مصابي ثورة ديسمبر المجيدة و الكشف عليهم و تم تحديد من يعالج في السودان و من يعالج في مصر على حساب الحكومة المصرية و تم سفر اول فوج لمصر للعلاج في معهد ناصر الطبي فمصر دائما تقف بجوار شقيقها السودان خاصة في وقت الشدة، و نتمنى الشفاء العاجل للمصابين و السودان سيعود كما كان و يعكس تطلعات شعبه العظيم.