نجدد دعاءنا كل يوم لأمهاتنا بالرحمة والمغفرة لمن رحلن عننا وتركن فراغآ عريضآ داخل كل فرد فينا ،ونحي كل صباح أمهاتنا علي قيد الحياة سائلين المولي عز وجل أن ينعم عليهن بالصحة والعافية .
يظل يوم ٢١ مارس يوم عيد وفرح لكل الأمهات، لكن عيدي وفرحي مع أمي كان متجدد كل يوم وكل حين.حين نصحو لصلاة الفجر وهي تردد صبحك الله بالخير ودعواها عقب كل صلاة لي ولاخواتي وأخي بكل ماهو جميل لا تكل ولا تمل هي تدعو لابنائها سرآ وعلنآ مع صلواتها وبين الصلوات ،كيف لا وهي من نشأت في بيت القرآن والصلوات والذكر ،هي أمي وحبيبتي وأختي وصديقتي التي كنت أشكو لها من قسوة الزمن هجوة بت الشيخ رجب جوهر حامد العركية التي وهبت كل عمرها لتجني ثمار غرس تشاركت فيه مع الوالد مشوار عمر طويل شاركهما فيه الأبناء والأحفاد ..ربي ارحمهما كما ربياني صغيرة .
يمر علينا يوم عيدك ونحن أشد إحتياجآ وإشتياقآ لكلماتك ولهمسك كنتي تتحدثين معنا بكل أدب حتي كنا لا ندري كيف تتعاملين معنا هكذا؟ بالصوت الخفيض بالأدب الجم ونحن ابنائك…كانت أمي مختلفة…..كانت مربية وناصحة وخلوقة تنصت تستمع إليك وأنت تحكي وتشتكي وبكل صدر رحب تجئ إفاداتها كذا وكذا.هكذا كانت أمي وكل جيلها نساء يلبسن العفاف والأدب والإحترام وشاحآ وتاجآ علي الرأس.
جيل أمي لا يعرف الحديث بعلو الصوت .يعرف أدب الجلوس في حضرة الكبار وكن حريصات علي غرس هذه القيم فينا.جيل أمي لا يعرف النفاق ولا الخداع ولا الغش كن مهابة وصرامة وهدوء وسكينة وإطمئنان ،وذلك للبيوت التي نشأن بها .البيت الكبير لضيف الهجعة،ولعابر السبيل ولحلقات الذكر والمديح …..كانت أمي جميلة الطلة والإبتسامة الخجولة مع شخصية قوية تعتد بمواقفها وجدت إحترام الصغير قبل الكبير .كانت صديقة جاراتها وأخواتها وبناتها كانت تجالسهن وتهتم بكل تفاصيلهن في حياتهن مع أسرهن الصغيرة …كانت أم البنات وحبيبة البنات …فاليهنأ كل من كانت ذريته بنات .
نفتقدك اليوم أمي والعالم كله يحتفل بعيدك ،لكن إحتفالنا بك يتجدد مع دعائنا لك بالرحمة والمغفرة ورضا الرحمن وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة …
التحية لكل الأمهات علي قيد الحياة وهن نعمة من نعم الله علينا وباب من أبواب الرحمة علينا …تفقدوا امهاتكم ،جالسوهن ،فهن مدارس لاتوصد أبوابها بسبب عدم دفع الرسوم ولاتطرد من تعسر في ذلك ..هن مدارس تخرج كل التخصصات التي ضاقت بها سوح العلم وقاعات الدرس.هن نبراس يضئ الطريق في عتمة الليل البهيم……هن شموع تحترق لتنير لنا طريق تعتريه كتير من مصاعب الحياة ….هن من أكرمهن الله سبحانه وتعالي وجعل الجنة تحت اقدامهن …هن من فضلهن أشرف خلق الله سيد البشرية وقال أمك ،ثم أمك ،ثم أمك .
دعونا نحي كل الأمهات ونكون سند وعضد لهن اليوم معنا وغدآ في دار أخري….لانجعل إحتفالنا بهن يوم كسائر الأيام …كل يوم هو عيد وكل لحظة هي عيد ….وكل سنة وكل أمهات بلادي وكل أم في كل بقاع الدنيا بألف خير.أمي،ثم أمي ،ثم أمي حتي آخر يوم في عمري.