عجبت لرجال يرتجفون عند اول مجابهة .. ويتساقطون عند اول صدام .. ويتخاذلون عند أول اختبار .. ينفرون بلا نفير .. ويتطايرون بلا نذير .. نفوسهم مهزومة من الداخل .. فهم رجال بلا عزائم .. ولا همم .. اولئك اذن اصحاب النفوس الصغيرة .. وهم دائما صغار .. دائما ضعاف النفوس .. خائروا االعزائم .. يبحثون عن سند .. وعن رجال يصنعون لهم مواقف .. ولكن الكبار .. لهم نفوس كبيرة .. وآمال عريضة .. وهمم تتخطى الحواجز .. وتتسامى فوق الصعاب .. وسند هؤلاء اكبر من البشر .. واقوي من ان يقهر .. لأنه (الله) .. ولأنهم مؤمنون بالله .. ويستمدون القوة من ايمانهم بالله .. فمن كان له رب يجب الا يخشي .. أو يتخوف .. او يرتجف .. لأن مصدر قوته ان له ربا .. ومن كان يؤمن بأن له ربا يكفله تذوب امامه جميع العقبات .. وينام قرير العين هانيها .. وذلك لان له ربا فهو يعلم ان رزقه في السماء (وفي السماء رزقكم وما توعدون) .. ولأن له ربا فهو لا يخشى الموت لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتوفاه .. ولأنه يؤمن بأن القضايا كلها مرهونة بارادة الله ربه فما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه .. وان اهل الارض لو اجتمعوا على ان يضروه بشيء لم يرده الله لما استطاعوا .. ولو ارادوا ان ينفعوه بشيء لم يرده الله ما استطاعوا ايضا.
فمن كتاب امير المؤمنين علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) لابن عباس رضي الله عنهما: اما بعد فان المرء قد يسره ما لم يكن ليفوته ويسؤه فوت ما لم يدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن اسفك على ما فاتك منها، وما نلت بعد الموت .. قال ابن عباس رضي الله عنهما (ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتفاعي بهذا الكلام).
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا معنى التوكل وأن الامور كلها بيد الله سبحانه وتعالى حيث يقول (وان روح القدس نفثت في روعي بأن لن تموت نفس قبل ان تستوفي أقصي رزقها وأجلها، فأتقوا الله واجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق عل ان تطلبوه بغير طاعة الله لأن ما عند الله لا ينال الا بطاعته .. رفعت الاقلام وجفت الصحف).
وكانت اللفتة الكريمةمن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في لحظة الخوف حين كان هو وصديقه الصديق في غار (ثور) عند هجرته أن التفت اليه معنى معية الله (لا تحزن ان الله معنا) .. فما دام الرزق بيد الله .. والعمر بيد الله .. والخير بيد الله .. والتصرف كله .. اوله وآخره بيد الله .. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .. فعلام الخوف والوجل .. وعلام الخشية والتحسب.
wonderful post, i love it