نطالع كل صباح جديد مايرفدنا به الإعلام بكل وسائطه وأشكاله من قنوات فضائية وإذاعات قومية وولائية وصحف سيارة بجانب الإعلام الإليكتروني وكل السوشيال ميديا .تتنوع برامجها من أخبار الي تقارير وحوارات أو منوعات محلية وإقليمية ودولية تتعاطي مع الحياة اليومية السياسية والإقتصادية والإجتماعية الثقافية في المجتمع السوداني بكل ألوان طيفه ومكوناته .
يظل الإعلام ومنسوبيه محط أنظار وأسماع الجميع
ينتظرون الجديد المفيد ،في قوالب تناسب الصغير والكبير علي حد السواء بلغة نحسبها تتماشي مع كل الأذواق ومستويات التعليم والثقافة تقدم المعلومة وتخدم الشعوب .عليه لابد من التسلح بكل أدوات المعرفة والإطلاع والمواكبة لمجريات الأحداث المتسارعة في عالم تتقاذفه الأمواج والإضطرابات السياسية التي قادات لمتغيرات كثيرة ساهمت في رسم خارطة طريق تتواءم مع إيقاع الحياة المتسارع.
تتطوروتتمدد وتتماهي أدوات الاعلامي التي تمكنه من آداء مهامه بالشكل المطلوب .فالمؤسسات الإعلامية تحرص كل الحرص علي إخراج منتوج ذوق قيمة عالية تسهم في نشر المعلومه الجيدة والمعرفة بجانب الإرتقاء بالذوق العام .لكن أن تجد في بعض صحفنا السيارة بعض الأخطاء اللغوية التي سرعان ماتصيبك بالدهشة والتساؤل كيف تم نشر هكذا أخبار أو تقارير وحتي مواد الرأي والأعمدة التي لا تتدخل إدارات التحرير في مضمونها لأنها تعبر عن رأي كاتبها ،لكن أن تقرأ خبرآ به مجموعة من الأخطاء اللغوية نرفع حاجب الدهشة كيف لمؤسسات إعلامية تحترم القارئ الذي يستقطع من قوت يومه ويشتري صحيفة ليتزود بما تجود به مؤسساتنا التي ماعادت تهتم كثيرآ للتدقيق اللغوي كواحدة من أركان مطبخ التحرير،لايعقل أن تناقش قضايا حيوية تلمس هم المواطن ومعاشه اليومي دون الإلتفات لدقة اللغة التي نخاطبه بها إنابة عن بقية المؤسسات الإعلامية .
لابد أن نحترم هذا القارئ الفطن الذي يميز بين كلمة جوالات السكر و(شواويل السكر) والتي ذكرتها إحدي كاتبات الأعمدة وهي تتناول قضايا الساعة ومعاش الناس بواحدة من الصحف السيارة والتي تكررت أخطاء مشابهة لها في أكثر من موقع بذات الصحيفة الورقية التي نظن أنها تستعين بخبراء تدقيق لغوي ضليعين في لغة الضاد .ليتنا نميز بين لغة التخاطب في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة وبين لغة الحكي والتسلية في المنازل والشوارع وحتي الكافيهات .
تتشابه الأخطاء في وسائط الإعلام وحتي الإعلام الإليكتروني ووسائل التواصل الإجتماعي (هذه حدث ولا حرج) حيث لا يتم التمييز بين السين والثاء والزاي والذال،وكلمة لكن والتي (لاكين) هذا في اللغة العربية أما الأخطاء اللغوية في الإعلام الصادر باللغة الإنجليزي نترك الكتابة عنه في مساحة أخري . النتيجة واحدة ضعف وغياب دور المدقق اللغوي يضعف من جودة مانقدمه …
مجموعة أسئلة نطرحها علي القائمين علي أمر المؤسسات الإعلامية ،من المسئول عن مراجعة ماينشر بهذه المؤسسات علي سبيل المثال الصحف السيارة ؟
هل كل صحفي أو كاتب مقال ،عمود يقرأ مايكتبه قبل النشر ؟ هل المؤسسات الإعلامية تهمل وظيفة المدقق اللغوي والذي يلعب دورآ كبيرآ في إخراج مانكتبه بصورة أجمل ؟
المدقق اللغوي أو كما نسميه في الصحافة الإنجليزية Proof reader هو شخص ذو مهارات لغوية عالية القيمة يعدل ويجمل مانكتبه مع الإحتفاظ بمحتوي المادة الإعلامية .التحية لكل من عمل ومازال يعمل مدققآ لغويآ .نرفع القبعات إحترامآ وتقديرآ لجهدهم المقدر. لنا ذكريات جميلة مع المدقق اللغوي مدام جوديث النقر البريطانية الأصل سودانية الهوي زوجة د. عمر النقر الذي كان يعمل محاضرآ بجامعة الخرطوم قبل سنوات جوديث النقر كانت لا تدفع بمقالاتنا بمجلة سودناو قبل سنوات خلت في مسيرتنا الإعلامية ،الا بعد أن تتأكد من كل كلمة وتصحيحها إن تطلب ذلك.
هي دعوة نطلقها للمؤسسات الإعلامية والصحف السيارة أن تهتم جدآ بالمدقق اللغوي حتي نقدم لهذا القارئ والمشاهد والمستمع الفطن مادة تشبه فطنته وذكائه وجماله.
ودعوة أخري لخريجي اللغة العربية من كل الجاماعت طرق باب هذه المؤسسات الإعلامية ليدلوا بدلوهم في تقديم خدمة إعلامية عالية الجودة





