شرق السودان بولاياته الثلاث “البحر الأحمر و كسلا و القضارف” يعيش أزمة معقدة و خطيرة من الفتنة السامة التي قد تنسف اي سلام هناك بل و قد تفتح جبهة حرب جديدة في السودان ، لا تقدر على تحملها أرض النيلين و هي على باب الخروج من حروب في المنطقتين و دارفور و قبلهما جنوب السودان ، البحر الأحمر و كسلا أكثر سخونة من القضارف لكن ليست بمنأى عنهم بأي حال من الأحوال ، عدم الإستقرار في الشرق بلاشك هو مهدد حقيقي للأمن القومي السوداني ، ميناء بورتسودان و الإطلالة على البحر الأحمر في الجزء الشمالي الشرقي لقارة إفريقيا و منفذ لدول غرب و جنوب إفريقيا يحتم على ضرورة استقرار شرق السودان و نزع فتيل الأزمة قبل استفحالها كما حدث في دارفور و ان إختلفت التفاصيل.
انعقد مجلس الامن و الدفاع بشكل طارئ لبحث أزمة شرق السودان “القبلية” نعم فالنسمي الأشياء بمسمياتها و خرج بشئ واحد “قيام مؤتمر تشاوري جامع لشرق السودان بخصوص مسار الشرق في سلام جوبا الموقع عليه في 3 أكتوبر الماضي بين الحكومة و الجبهة الثورية ، و ترفضة أطراف في شرق السودان ، قبل هذا أزمة تعيين والي كسلا صالح عمار كانت هي الشرارة التي اشعلت النار من تحت الرماد و حتى الآن و شهور لم يصل والي كسلا لولايته ليقوم بواجبه الدستوري الوطني و الذي تم رفضه ليس لسبب سياسي أو بعيوب في شخص الوالي بل لانتماءه لقبيلة معينة اي مايحدث في شرق السودان من اضطرابات هي فتنة قبلية بين المكونات المجتمعية ، كما أن دخول مسار الشرق في الجبهة الثورية جعل آخرين ممن لهم اتفاقات سياسية مع النظام السابق يخسرون مكاسبهم السياسية و هذا عامل ثاني للرفض و الفتنة.
أقدم روشتة قبل قيام المؤتمر التشاوري المزمع عقده لحل مشكلة شرق السودان و بدون هذه الحلول لن تنتهي الأزمة و بالتالي كل ما يطول أمدها تتفاقم و ينزف الجرح :
1/ إعفاء كل ولاة الولايات الثلاث الشرقية.
2/ تعيين ولاة ولايات من خارج شرق السودان.
3/ بسط هيبة الدولة المفقودة و إنفاذ القانون ضد كل ما يهدد المؤسسات الشخصية و الحكومية.
4/ توفير الحريات و تعبير الرأي.
5/ إدارة الحكومة المركزية لكل شؤون شرق السودان.
6/إقامة مؤتمرات جامعة لكل قبائل شرق السودان تنظمه الحكومة المركزية بشكل مستمر للوقوف على قضايا التنمية و الخدمات.
7/رعاية الحكومة المركزية لمصالحات مجتمعية في الولايات الثلاث.
8/ إشراك دول الجوار الشرقي في دعم السلام و درء الفتنة لتكون عامل ضغط إيجابي.
9/قيام انتخابات في الولايات الثلاث مع بقية ولايات السودان في نهاية الفترة الإنتقالية ليختار إنسان شرق السودان ما يمثله وفق برنامج سياسي.
8 أكتوبر 2020