تلك العبارة التي أرتسمت كعنوان لهذا المقال ان كنت يقظ ستقودك مباشرة بذهنك إلي محيط الصراحة وأمواج الكلمات الجارفة لأرصفة الصمت العاجز الذي إتسمت به تنظيمات المناصب وتكتلات الكراسي منذ فترة ليست بالقليلة. فالجميع علي رأسه ريشة، وجلهم لديه مآرب إلا أحدهم فنطق وصدح بالحق كعادته حينما يشتد الوطيس ويدفن الجميع رؤسهم كالنعام فتجده شامخاً معتدلا إعتدال النخيل في صحراء شمالنا النسيم، وشموخ جبل مرة في غربنا الحبيب.. وتطاول توتيل في كسلا الشروق، وتماسك سلاسل جبال النوبة العجيب.. ولمعان رمال كردفان المزيج، وهدير أمواج نيلنا العذب النقي!!! تلك الاوصاف التي قد أسلفت ذكرها كانت حاضرة وبقوة عندما خاطب دقلو جزور الأزمات وقام بتشخيص الحالات ونبش اعشاش الدبابير وصال وجال بالكلمات المنيرات في عتمة الصمت والخزلان من الذين كان الشعب ينتظر منهم ترجمة المرحلة الإنتقالية إلي واقع أفضل تحدوه الآمال من كل حدب وصوب.
لكن هؤلاء انفضوا عن مضيفة الثورة إلي مأدبة الذات والأطماع والتمكين فنسوا الذي من أجله ثار الناس وانتفضوا، نسوا ان هذا الأمين هو من أخبر الشعب بمن يخنه ويتآمر عليه وأيد ثورته حينما قال في عهد النظام البائد (نحنا ثورة شعبية حضارية قانونية ما بنسألها وبنحميها ) في طيبة الحسناب وحينها أعطي الضوء الأخضر للشعب بعد ان كانت اجهزة أمن البشير القمعية تكبت كل من خرج إلي الشوارع فكان خطاب حميدتي بمثابة الدعم المعنوي والمطمئن للشعب والضامن لثورته التي انفجرت بعد هذا الحدث الكبير امتدادا بتكرار الولاء والوفاء للشعب السوداني حينما حمي الوطيس علي زبانية نظام المخلوع وطلب من حميدتي ان يقمع المظاهرات فرفض الأمين الصادق ان يصد شعبه عن الحق وحمي ظهرهم وانار طريق التغيير بمصابيح مواقفه النبيلة التي سجلها التاريخ بأحرف من ذهب حتي أدرك العالم سر نجاح ثورة السودان المجيدة ومن هو الشخص الذي يسمي حميدتي الذي أستطاع بجهد رجاله الأوفياء تأمين ثورة الشعب ألي ان عبرت إلي شاطئ التغيير في الوقت الذي كان العالم ينتظر صوملة السودان وجعله يمن آخر وليبيا وسوريا ،
فتباري سفراء العالم وزعماء الدول لمصافحة هذا البطل (حميدتي) مباركين سعيه ومتخذين منه أنموذجا يقتدي به في التضحيات.
ويعود من جديد بتكرار الموقف ونبش الحقائق فتكلم بصريح الحديث كما يقول المثل (لا خايف ولا طمعان) وجعل المرجفين يتململون ويبتدعون المواقف واصبح صوتهم المبحوح يعاود الضجيج بعد أن ادركوا حجم التفاعل مع خطاب حميدتي واستفاقة الشعب مجددا مهددا عرش الطغاة الخائنون٠
