ــ لم يترك القراي وبقية زملائه الجمهوريين منبرا إلا وصعدوه وصرخوا من فوقه …
ــ تحدثوا عن محمود .. نبوته ورسالته وعرفانيته .. عن نسخ القرآن المدني .. وطبيعة خلق الإنسان .. وقرديته .. تحدثوا عن الجنة الممتلئة باليهود والبوذيين والمخلصين من عبدة الشمس والبقر والحجارة .. شرحوا علي مهلهم .. صلاة الأصالة .. وترقي الإنسان حتي يحل في الذات الإلهية .. تحدثوا عن التطبيع وصفقوا له .. تحدثوا في كل هذا …
ــ ثم نسوا أن يتحدثوا عن معاناة الناس .. عن شظف العيش وقسوة الغلاء وفحش الأسعار وعن تسرب العافية من الأجساد والمشافي .. لم يستوقفوا سعدا ليسألوه عن مهلكة سعيد!!
ــ حسنا … هذا شأنهم .. هم هكذا هائمون في ملكوت فكرهم
ــ ثم … لم يسألهم الشعب السوداني .. لم يصادر المنابر التي يتحدثون من فوقها ولم (يفلقهم بحجر) .. غسل الناس آذانهم من تلكم الترهات ومضوا إلي حال سبيلهم .. يصلون علي نبيهم .. ويقيمون صلاتهم ويؤدون زكاتهم ويسألون ربهم الصبر والعافية
ــ ثم … صعد القراي الي موقع مدير مركز المناهج فصفي خصومته مع الصادق المهدي فحذف تاريخ المهدية .. ثم صفي خصومته مع القرآن المدني .. ثم بدأ في التشويه وعرقلة بناء المستقبل .. فجلب لوحات شاذة لايدرسها حتي الفرنسيون للنشئ عندهم في مثل هذه الأعمار …
ــ فنهضت المنابر ..في المساجد والإعلام لترد ذلك .. وقام مجمع الفقه الإسلامي ليستنكر ذلك الإنحراف فانتفش القراي كما تنتفش فأرة كذوبة ورد عليهم ـــ إن هذا ليس من شأنهم .. فنهض إليه رجال ثبوت عدول من مركز المناهج نفسه فأنكروا عليه .. فهاج وماج الدكتاتور الصغير الأحمق ووصفهم بالجهل وسل سيف الفصل والنقل في مواجهتهم .. فعل ذلك وهو يتقهقر الي الوراء الي أن سقط .. وسيفه في نحره …
ـــ الآن .. ماهي نتيجة التحليل الحمضي والقلوي علي حالة هذا الزعنفة المكروهة … ؟
ــ إن الأزمة أكبر بكثير من القراي .. القراي مجرد عينة من (فسحة ممتلئة بالمكروبات والجراثيم) تخفي وراء فحصها (بالميكرسكوب) أمراضا عضال …
ـــ أمراض تصورات الأقليات السياسية (الأحزاب الصغيرة والصفرية والعدمية والتخيليه وماشابهها من المجموعات الشاذة) عندما تحاول إمتطاء ظهر المجتمع باسم الثورة والتغيير والتقدمية .. وعندما لايلين لها قياد الناس تلجأ للإرهاب الفكري والمعرفي والثقافي ثم لما لايجدي ذلك فتيلا تحني ظهرها للخارج (عمالة وتطبيعا) تلجأ إليه لضرب الداخل وقهره .. فيمتطيها هو لتحقيق أهدافه وتمرير أجنداته …
ــ نتلفت فلانجد خلف صياح هذي الأقليات السياسية أي مضمون حقيقي لمفهوم الديمقراطية الذي يدعونه .. وتعالوا لنختبر تلكم السوءات ونرفع عنها غطاء الهتاف ونبطحها علي ظهرها عارية تحت الشمس..
ـــ أين عرض القراي فلسفته للصياغه الجديدة للمناهج؟ الوضع الطبيعي .. أن ترفع لوزارة التربيه والتعليم ثم عبر الوزير لمجلس الوزراء ثم يقدمه الوزير بعد اجازة مشروع الوزارة من مجلس الوزراء إلى البرلمان فيأخذ ويرد منه .. يرفضه أو يقبله ثم يعلن ذلك .. ثم ترصد ردود فعل المجتمع فتتم المراجعات علي أساس تلكم الردود ثم تصاغ التشريعات وتحكم علي أساس تلكم الخطوات .. فما هو المشوار التشاوري والتشريعي التي قطعته كتيبات القراي وتصوراته البائسة للمناهج ؟ لم تقطع مناهج القراي مسافة أبعد من المسافة التي تقطعها رسائل الواتساب بينه وبين وزيره .. هي لم تناقش حتي في مجلس الوزراء ولافي المجلس المشترك بين مجلسي الوزراء والسيادة .. فهل هذا مضمون وغاية الصياغة الديمقراطية لبناء الشعوب وضمان حريات تداولاتها ورصد رغبات أكثرياتها في صياغة التشريعات والمناهج ورسم خطي المستقبل؟
ــ نعم دعونا نجالدهم بذات سلاح الديمقراطية التي يتزلفون بها للحكم زورا وبهتانا
ـــ دعونا نسأل وزير العدل .. والذي يفعل أخطر ممايفعله القراي .. ماهي الدورة التشاورية لتعديل قوانين الأحوال الشخصية .. ثم فلنسأل حمدوك عن التوقيع علي سيداو غض النظر عن الموقف حولها .. كم هو طول قطر دائرة التشاور حولها .. ثم الميزانية والزيادات وربط قارب الإقتصاد السوداني المعتل بحبل البنك الدولي الغليظ والمسموم .. هل تكفي مجموعة واتساب مكونة من عشرة أشخاص لصياغة مثل هذه الموازنة المجنونة؟
ــ هذه هي أسئلة القطاعي .. فتعالوا إلي أسئلة الإجمالي …
ــ متي ستنهض مؤسسات البناء الديمقراطي؟ متي ستقام الإنتخابات؟ متي سيقول الناس آراءهم فيما تفعله الحكومة عبر ممثليهم المنتخبين في البرلمان؟ متي ينعقد لواء المحكمة الدستورية ويكتمل بناء أجهزة التقاضي والعدالة ( المستقلة ؟)
ــ أنا أعرف الإجابة .. هي لن تقوم فديكتاتورية الأحزاب الصغيرة باسم الديمقراطية. أبشع بكثيير من كل أنواع الشموليات الأخري .. ولكن أكثر الناس لايعلمون …
ــ القراي مجرد حالة طفح جلدي فابحثوا عن الورم السرطاني المخبوء عافانا الله وعافا بلادنا ..
ــ المدهش أن الحيثيات التي تم بها تجميد خطرفات القراي .. هي ذاتها تصلح لتجميد قرارات رئيس الوزراء حول المصادقه علي سيداو وميثاق حقوق الطفل .. وتجميد هرجلة الموازنة وتزوير وزير العدل لإرادة المجتمع .. وذاتها تصلح لتشليح لجنة وجدي صالح وبقية بلطجيته .. ولكن …
ــ نحن موعودون ـ ولأجل ــ مع فاصل كريه من شمولية أحزاب القله والأصفار الكبيرة تنتعل حذاء الديمقراطية وتسرق صوت الجماهير .. هو نفاق لجنة أديب وبلطجة شبيحة وجدي وترتيبات الليبراليين الجدد في بيع مستقبل البلد للمجهول ….
ــ والمطلوب .. مزيد من الوعي والمزيد من الإصطفاف من جماهير الشعب السوداني الواعية لوقف عبث الشموليين الجدد





