في الاسبوع المنصرم صدر قرار مجلس الامن الدولي بانهاء تفويض اليوناميد اعتبارا من 31 ديسمبر الجاري، ويعتبر انهاء تفويض اليوناميد ضربة البداية لرفع السودان من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وانهاء اي وجود عسكري افريقي او اممي في السودان، كما انه يعني ان الطريق قد بات ممهدا لتقوم البعثة الاممية الفنية المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية (اليونيتامس) بتقديم الدعم الفني والاداري حيث ستكون البعثة الجديدة هي المرجعية لمجلس الامن حول تطورات التحول الديمقراطي والاستقرار في السودان.
وقد بعثت اللجنة الوطنية للتنسيق مع بعثة اليونيتامس برسائل تطمينية حول التعامل مع الواقع بعد خروج اليوناميد مفادها بأن السودان قادر ومؤهل لحماية مواطنيه اينما كانوا وبصورة خاصة المدنيين الا ان هذا لا يكفي لازالة المخاوف والهواجس الامنية بعد خروج اليوناميد حيث ان بعثة اليونيتامس ستكون بدون قوات عسكرية .
فعلى صعيد الوضع الأمني، فإننا لا يمكننا تجاهل التحديات الأمنية الكبيرة الأخرى، فهناك العنف المستمر بين الجماعات المختلفة، فضلا عن استمرار الاشتباكات المتقطعة بين جيش تحرير السودان وفصيل عبد الواحد والقوات الحكومية.
هذه التحديات يقابلها البطء المتوقع في استكمال ملف الترتيبات الامنية بما فيها برامج التسريح والنزع واعادة الدمج والتي هي من صميم تفويض اليونيتامس تنفيذا لاتفاقية جوبا للسلام وهو ما قد يستغرق قرابة الستة اشهر ان لم يكن اكثر.
كما ان على حكومة الفترة الانتقالية تطوير مؤسسات سيادة القانون لتعزيز الثقة بين السكان المحليين وضمان الاستقرار في مناطق النزاع.
وعليه والى حين استكمال الهياكل والاطر في ملف الترتيبات الامنية فان ثمة فراغ امني سيخلفه مغادرة بعثة اليوناميد اذا اخذنا في الاعتبار النقص في القوى البشرية والاليات والدعم اللوجستي للقوات الشرطية المنوط بها سد الفراغ الامني لحين تشكيل قوات السلام التي تتألف من الجيش والشرطة والدعم السريع وحركات الكفاح المسلح.
لذا فانه من الاوجب الاستعانة بقوات الدعم السريع باعتبارها القوة الاكبر على الارض من بشريا ولوجستيا ودراية بالمناطق التي تشكل بؤرا للتوترات الامنية على ان يتم تسلميها مقار اليوناميد خلال الفترة القادمة ولحين تشكيل قوات السلام المنصوص عليها في اتفاقية جوبا حتى لا تتعرض للتخريب او النهب، كما ان تلك القوات لها من التأهيل والتدريب ما يجعلها البديل الانسب لسد الفراغ الامني الذي سيخلفه خروج اليوناميد.





