-١-
حكومة قحت إنحرفت عن المسار الحقيقي للثورة وإنشغلت بسفاسف الأمور والقضايا الإنصرافية التي لا تساهم في تخفيف الضغط النفسي والمعيشي للمواطن الذي فجّر ثورة ديسمبر مطالباً بضروريات أساسية ليست أشياء هايفة وقضايا إنصرافية كما تعمل عليها حكومة الثورة الآن، ففي تقديري أن قحت لا تمثل الثورة نتيجة لدورها المخزي تجاه القضايا الأساسية وإنشغالها بسفاسق الأمور والقضايا الإنصرافية، فمنذ مجيئها إنشغلت بل وأعلنت حربها الضروس ضد نظام عمر البشير السابق وأدخلت فيها تهم الفساد والثراء الحرام والأموال المنهوبة وغيرها من التهم المفصلة محلياً من حكومة (الترزية) أقصد حكومة قحت، فضجّت إعلامهم بمختلف مستوياتها وأعلنت أسماء شخصيات مرموقة بالتورط في قضايا فساد وأعلنوها بالواضحة (كمان) بأن بحوزتهم مبالغ مليارية وبالدولار (كمان)، فالأموال التي قالوا عنها وبثوها هدفها الأساسي كانت تأليب الشارع ضد الكيزان وشيطنتهم والإغتيال المعنوي المُعد والمرتب له وفق النهج الذي إنتهجته حكومة الشيوعيين، بالإضافة إلى الحرب النفسي للضعاف الذين دخلوا لحماية مصالحهم الشخصية لا لأجل الفكرة والإنتماء الأصيل، ولكن إرادة الله هي الأقوى حالت دون تحقيق مآرب القحّاتة..
-٢-
عملت لجنة إزالة التمكين على فصل موظفين بالخدمات المدنية العامة على أساس الإنتماء للحركة الإسلامية، يا سبحان الله بهذه العقلية تدار دواليب العمل في مؤسسات الدولة المختلفة، فصل على أساس التوجه.. يا للعجب..! وللمعلومية بأن هناك موظفين في دواوين الحكومة توظيفهم قبل مجيئ حكومة الكيزان، ولا ننسى بأن في ظل حكومة الكيزان يوجدوا موظفين شيوعيين ومن بقية الأحزاب المكونة قحت، وهل الإنتماء للكيزان جريمة يعاقب صاحبها بالفصل..؟ وهل الدولة ملك لليشوعيين ومن شايعهم ولديهم شهادة بحث أو تمليك..؟ معظم الذين تم فصلهم بواسطة لجنة إزالة التمكين (الجائرة) دخلوا تلك الوظائف عبر المعينات الرسمية والمنافسة الشريفة، ليست بالتزكية أو التوصية..
-٣-
فالشعب أخيراً وعى تماماً بما تحمله حكومة قحت من بغضاء وشحناء ليس لنظام الكيزان فحسب، إنما لكل الشعب، ولو كان غير ذلك لعملت طوال فترتها على معاش الناس وتوفير من خبز ووقود وغاز الطبخ وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية، لأنها هي التي ثارت عليها الشعب ليست لغرض التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، أو السلام مع حركات الكفاح المسلح وياليته سلاماً حقيقياً..! فالكل يرى بأن معاش الناس أولى من السلام..
لمسـة أخـيرة
أزيل تلك الستار الذي تدثر بها قحت طوال الفترة الماضية وبانت من السوءات ما لم تستطيع العين رؤيته بعد أن رأينا وسمعنا بما فيه الكفاية من الجعجعة ولكننا ما رأينا طحيناً من مناع أو وجدي أو العطا، ولكن السجالات التي تم أخيراً بين نادر العبيد وتراجي قد أظهر أكاذيب وخداع قحت (الجد جد) للشعب السوداني للتهم التي تم تفصيلها وتلفيقها وتلبيسها بكل عناية وتحكم لرموز النظام السابق ومن بينهم بروف غندور وأنس عمر وعلي عثمان وغيرهم من المظاليم العابقين وراء جدران المحابس فك الله أسرهم، وتوعّد نادر العبيد بأنه سينشر وثائق تثبت صحة وبراءة هؤلاء وفساد لجنة إزالة التمكين، فشرعت اللجنة بفتح سلسلة بلاغات ضد ود العبيد تتعلق بالإبتزاز والإحتيال وإعاقة سير العدالة، ولكن الشعب تعرّف على كل الألاعيب وفبركات إعلام الضلال فأعلن طلاق قحت بالتلاتة وسُلّمَ القسيمة لإبراهيم الشيخ في الساحة الخضراء يوم ذاك أو كما قال..
وليس هذا كل ما هناك.





