نشرت وسائط التواصل الاجتماعى عدد من المستندات والنداءات حول حجم المعاناة التى يعيشها مواطنى ولاية النيل الابيض جراء الانهيار إلتأم والشلل شبه الكامل للنظام الصحى بسبب انعدام الأدوية والمستهلكات الطبية وبيئة العمل بمستشفيات الولاية.
واصدر مدراء عدد من المستشفيات الكبرى بالولاية قرارات مؤسفة ومؤلمة تحصلت “الصحية” عليها بايقاف العمليات الجراحية جراء الانعدام التام للأدوية والعقاقير ذات الصلة، فى وقت تصاعدت فيه الازمة الدوائية الحادة التى تعيشها صيدليات الولاية فضلا عن انهيار بيئة العمل وتاخر صرف حقوق العاملين بالمهن الطبية والصحية بالولاية.
واستطلعت “الصحية” عدد من العاملين “فضلوا حجب اسمائهم” بان الادارة العليا الحالية للصحة بالولاية مسؤولة بشكل كبير عن الحال البائس الذى وصلت إليه الاوضاع المتردية بالقطاع الصحى، حيث صاحب الفترة السابقة سيادة روح التشاكس والشلليات بين المكونات السياسية الحاكمة المسيطرة على مفاصل الامور بالصحة فى صراع محموم حول شغل الوظائف القيادية بهياكل القطاع الصحى وانصرفوا للقتال الشرس فى معركة توزيع المناصب والمغانم وتناسو مسؤولياتهم الاساسية فى ضمان إستمرارية تقديم الخدمات الصحية وحمايتها من الانهيار باعتبارها خدمات انسانية حيوية لاتقبل التهاون واللامبالاة، ودللوا على ذلك بمعركة الوزارة مع هيئة التامين الصحى بالولاية والتى كادت ان تؤدى لانهياره التام ايضا، وادى ذلك لفصل وتشريد وهجرة كبيرة للكوادر الصحية المؤهلة من الولاية، ورسم العاملين صورة بائسة عن الاوضاع التى يعيشها القطاع الصحى فى مختلف مكوناته بالولاية.
وفى ذات الوقت نشرت مدير عام وزارة الصحة بولاية النيل الابيض د. سارة لافيتا تصريح على صفحتها بالفيسبوك امس اطلعت عليه محررة “الصحية” جاء فيه:
نود أن نوضح أننا في وزارة الصحة النيل الأبيض نعمل في ظروف صعبة للغاية متأثرين تماما بما يحدث من تحديات تواجه حكومة الفترة الإنتقالية والمواطن السوداني، لكن هذا لايعني ان ينكسر حس المسؤلية والواجب والأخلاق .
تعمل كوادرنا الطبية في ظل ظروف قاسية من حيث ضعف الإمكانيات إضافة إلى إنعدام أو انقطاع لكثير من أدوية الطوارئ الذي يؤثر نفسيا على كادرنا وعلى صحة المريض لكن تظل هي مشكلة دولة كاملة، نسعى جميعاً معها لإيجاد حلول عاجلة، ونبذل ما يتوفر لنا من جهد عسى أن يحفظ الله لنا روحا هي نفيسة لدينا.
النقد من الأدوات الجيدة في كشف المسكوت عنه وهو مطلوب في العمل العام لتسليط الضوء على مكامن الخلل والضعف، نقدر جدا كل ما يرشد إلى معالجة الإشكالات والقصور، فالثورة فعل مستمر يتطلب الشجاعة والإرادة كما يتطلب المعرفة والعلم والحقيقة، والحقيقة هي صوت العدل ولا عدل لمن اتخذ حياة الإنسان سلعة يتاجر بها.
رغم كل ما نواجه من تحديات لن نتهاون في إتخاذ أي إجراءات محاسبية، سنعمل على تطبيق لوائح الخدمة المدنية بيد من حديد بدءا بأنفسنا أولاً ثم كل من هو في الخدمة وليس هناك رصيد ثوري يحمي أحدا، فالكل يجب أن يعمل والكل سواسية وهو مبدأ يجب أن تجذره ثورتنا العظيمة. “انتهى التصريح”
هذا وستفرد “الصحية” تحقيق شامل عن الاوضاع الصحية بولاية النيل الابيض لاحقا







