تمكنت الأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في السودان، من إرسال بعثة تقييمية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في خطوة تهدف إلى تقييم الاحتياجات الإنسانية المُلحة في المنطقة.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) بأن البعثة دخلت المدينة بعد اتفاق مسبق، وذلك لتقييم الأوضاع على الأرض تمهيداً لتوسيع نطاق العمليات الإغاثية.
من جهته، رحب مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، بهذه الخطوة، وعبّر عن أمله في أن تؤدي إلى وصول منتظم للمساعدات الإنسانية، داعياً إلى تحقيق هدنة إنسانية شاملة في جميع أنحاء السودان.
تأمين الزيارة وتعاون ميداني
أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي، استعدادها الكامل للتعاون مع البعثة الأممية وتأمين تحركاتها. وذكر البيان أن الزيارة الميدانية شملت عدة مواقع حيوية في الفاشر، منها مراكز للنازحين والمستشفى السعودي والسوق المركزي، بالإضافة إلى مقرات عدد من المنظمات الدولية.
وأكد البيان أن القوات وفرت الحماية اللازمة للبعثة خلال جولتها، مشيراً إلى التزامها بتسهيل عمل المنظمات الإنسانية وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في دارفور ومناطق أخرى.
خلفية إنسانية حرجة
تأتي هذه الزيارة في وقت تعاني فيه مناطق واسعة من دارفور من أوضاع إنسانية صعبة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية بسبب استمرار النزاع وقطع الطرق.
وتُمثل هذه الخطوة أملاً في فتح ممرات إنسانية دائمة تسمح بتدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى ملايين السودانيين المتأثرين بالنزاع.





