رشا عوض
صباح ديسمبر المجيدة وساعود الى النشر عنها خلال هذا اليوم ، ولكن قبل ذلك اسمحوا لي بالتوقف عند حكاية اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والسودان التي وردت في بيان الحكومة المصرية.
كانت هناك اتفاقية دفاع مشترك بين مصر والسودان اسما وبين مصر ونظام نميري فعلا ، لان تلك الاتفاقية كان هدفها دفاع المصريين عن ذلك النظام الدكتاتوري التابع لهم شأنه شأن كل الانظمة العسكرية التي تلعب ببراعة دور حارس بوابة الاستتباع السياسي المصري للسودان ، هي اتفاقية تافهة ضد مصالح الشعب السوداني ولذلك الغيت ونزعت مشروعيتها بالكامل بواسطة رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا الامام الصادق المهدي عليه رحمة الله .
اذا كان السودان بحاجة الى اتفاقية دفاع مشترك مع اي دولة فان المصلحة الوطنية تقتضي ان يبحث عن تحالف يحميه من الاستتباع المصري ومؤكد لن تكون مصر هي تلك الدولة!
الخطورة في هذا البيان هي ان مصر اما تمهد لتدخل عسكري مباشر وسافر في حرب السودان تحت غطاء تلك الاتفاقية الوهمية التي ان وجدت فهي مخصصة للدفاع عن الدولة عندما تدخل في حرب مع دولة اخرى اعتدت عليها، وليس في النزاعات الداخلية على السلطة، واما انها تلوح بهذا الكرت للابتزاز والمساومة مع من يهمه الامر ليفسح لها مجالا واسعا في هندسة مستقبل السودان ، وهندستها محدودة الخيال ولن تتجاوز سوى تمكين دكتاتورية عسكرية بقيادة الجيش الذي يمثل اكبر دائرة نفوذ مصري في السودان ، وقد مهدت لذلك بنفي تغلغل الاخوان المسلمين في الجيش حسب تعبير بيانها ، وهي اصلا زرعت عملاءها حتى وسط عسكر وامنجية الكيزان! يعني نستعد لدكتاتورية عسكرية وعلى رأسها كيزان وفي الكيزان عملاء المخابرات المصرية !!
بلا دفاع مشترك بلا بطيخ ! الامر لا يعدو ان يكون بلطجة عسكرية تبحث عن مشروعية!
هذه الحرب لو استمرت ستكون نتيجتها تقسيم السودان ، مصير الشمال والوسط سيكون العودة الى بيت العبودية الخديوي!
لذلك يجب ان نتوحد من اجل ايقاف الحرب ومن اجل استعادة النظام الديمقراطي ومن اجل اعادة بناء المنظومة الامنية والعسكرية حتى تحمينا وتحرس حدود وموارد بلادنا بدلا من ان تكون اداة لاستتباعنا السياسي واستغلالنا الاقتصادي.





