الخرطوم – رؤى نيوز
فجّر قرار قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القاضي بإدماج أو تسريح جميع المليشيات المقاتلة إلى جانب الجيش، أزمة حادة داخل التحالف العسكري التابع لسلطة بورتسودان.
وأشعل القرار مواجهة صريحة مع “كتيبة البراء بن مالك”، إحدى أبرز التشكيلات المقاتلة، التي وصفت الخطوة بـ”الخيانة”، فيما حذر مراقبون من أن هذه الخطوة قد تفتح باب شرخ واسع داخل المعسكر الداعم للجيش في لحظة بالغة الحساسية.
وجّه البرهان رئيس هيئة الأركان، الفريق أول محمد عثمان، بوضع خطط عاجلة لتنظيم أوضاع جميع القوات غير النظامية التي تقاتل تحت المظلة العسكرية، بحيث يُخيّر أفرادها بين خيارين: الاندماج الكامل في صفوف الجيش النظامي والتبعية الكاملة لقيادته، أو التسريح مع “ترتيب الأوضاع”. ويهدف القرار – وفق تفسيرات داخل أروقة الجيش – إلى توحيد السيطرة العسكرية وإنهاء حالة الانفلات القيادي وتعدد الولاءات.
رد الفعل الغاضب: اتهام بالخيانة وتكريس للتهميش
واجه القرار رفضاً عنيفاً من “كتيبة البراء بن مالك”، التي تعد من التشكيلات ذات الخلفية الإسلامية التي لعبت دوراً في معارك عدة. واعتبر قادة في الكتيبة أن هذا القرار “خيانة لجهاد وتضحيات المقاتلين”، ومحاولة “لتصفية وجودهم بعد أن استُخدموا في أصعب المعارك”. وأكدوا رفضهم القاطع لفكرة الذوبان في الجيش النظامي، مفضّلين الحفاظ على هويتهم المنفصلة وبنيتهم القيادية الخاصة.
تأييد إسلامي ومخاوف من تداعيات خطيرة
لم يكن غضب “كتيبة البراء” منعزلاً، حيث وجدت مواقفها تأييداً من بعض التيارات والقيادات الإسلامية المتحالفة مع الجيش، والتي شعرت بأن القرار يستهدفها بشكل خاص بهدف تهميشها سياسياً وعسكرياً بعد أن قدمت مقاتليها.
ويحذر محللون عسكريون من تداعيات قد تشمل:
- انشقاق مجموعات: احتمال انسحاب أو تمرد مجموعات مسلحة ترفض القرار.
- توترات أمنية: صدامات محتملة داخل المناطق التي تتحكم فيها هذه المليشيات أو بينها وبين وحدات الجيش النظامي.
- إضعاف الجبهات: تقويض التنسيق الميداني في جبهات القتال.
اجتماعات عاجلة وغياب للحل الواضح
في محاولة لاحتواء الأزمة، تشير مصادر مطلعة إلى عقد اجتماعات عاجلة بين ممثلين عن الجيش وقادة هذه التشكيلات.





