رؤى نيوز ـ بابنوسة
في قلب مدينة بابنوسة، تقف جامعة السلام كأحد أبرز الصروح الأكاديمية التي تأسست لخدمة الأجيال ودعم مسيرة التعليم العالي في البلاد. غير أنّ الحرب التي اجتاحت المنطقة تركت آثاراً قاسية على الجامعة، وحوّلتها من منارةٍ للعلم إلى شاهدٍ على حجم الدمار.
فالخسائر التي لحقت بالجامعة ليست مجرد أضرار مادية؛ بل هي جراح عميقة طالت مستقبل آلاف الطلاب. مبانٍ انهارت، قاعات أُفرغت من طلابها، وساحاتٌ تحوّلت إلى ثكنات عسكرية بعد استخدامها من قبل قوات الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل وطيلة فترة النزاع.
داخل أسوار الجامعة، يسود صمت ثقيل يعكس حجم المأساة. جدران متفحمة، لوحات محاضرات محطمة، وكتب مبعثرة في كل زاوية… مشاهد تختصر معاناة قطاع التعليم الذي تلقّى ضرباته تباعاً خلال الحرب.
ورغم هذا الخراب، تبقى الآمال معلّقة على عودة الحياة إلى الجامعة. فجهود إعادة التأهيل بدأت تتحرك على استحياء بالتنسيق مع الجهات المختصة، في انتظار خطوات جادة تعيد لهذا الصرح مكانته وتفتح الأبواب مجدداً أمام الطلاب الحالمين بمستقبل أفضل.
مناشدة عاجلة
وفي هذا السياق، يناشد أهالي المنطقة وطلاب الجامعة حكومة السلام والوحدة أن تُولي اهتماماً عاجلاً بجامعة السلام، وأن تضع عملية إعادة تأهيلها ضمن أولوياتها، حتى لا تتعطل عجلة التعليم، وحتى لا يُحرَم جيلٌ كامل من حقه الطبيعي في التعلم وبناء مستقبل الوطن.
فالجامعة ليست مباني فقط… إنها رمز للأمل، ومفتاح لمستقبل الأجيال القادمة.





