البرهان والكيزان تفاوضوا بالأمس مع الدعم السريع..! حدث ذلك بعد انسحاب جيشهم من (هجليج) وكان الطرف الثالث في المفاوضات وتوقيع الاتفاق حكومة جنوب السودان التي هرب إليها عسكر البرهان..!!
حدث هذا التفاوض بعد الانسحاب من هجليج؛ وهو الانسحاب الثالث في غضون أيام من انسحاب عسكر البرهان من الفاشر وبابنوسة وإقامة حفل استقبال بمروي للجنود والمستنفرين الهاربين ، وقد شارك في أحياء الحفل مطربون ومطربات (غوازي وحيزبونات) من شاكلة الكيزان بينهم “محمد النصري”..!
أحد قادة الكيزان المشهورين بالكذب والغباء واللصوصية حاول نفي ما أعلنه وزير إعلام حكومة جنوب السودان فقال إن التفاوض لم يحدث بين البرهان وحميدتي وممثل جنوب السودان…إنما حدث بين (مالك عقار نائب البرهان وحسبو عبدالرحمن من الدعم السريع) ومندوب من حكومة جوبا ..!!
كيف ترفع حكومة البرهان والكيزان شعار (بل بس) و(لا هدنة من الحرب) قبل تفكيك الدعم السريع وهي تتفاوض معه بعد هروبها من هجليج..؟! وهو هروب مشين يضع مصالح البرهان والكيزان المادية اعلي من قيمة المواطن ..فهو ينسحب ويترك المواطنين بلا حماية ولكنه ينسحب من حقول هجليج خوفاً على (المنشآت النفطية) وعوائدها المالية..!
البرهان قال قبل الكشف عن مفاوضاته مع الدعم السريع انه لا يقبل بالهدنة إلا بعد أن تسلّم قوات الدعم السريع أسلحتها وتخرج من كل المواقع التي احتلتها..!! وإذا حدث ذلك افتراضاً فما الحاجة إلى هدنة وقد اكتمل استسلام الطرف الأخر..؟!
(روى أبو الفرج بن الجوزي في كتابه (أخبار الحمقى والمغفلين) أن جحا اشترى يومًا دقيقًا واكترى حمّالاً..فهرب الحمّال بالدقيق..فلما كان بعد أيام رآه جحا فاستتر منه فقيل له: مالك فعلت كذا؟ فقال: أخاف أن يطالبني بالأجرة)…!
هل معنى ذلك اعتراف البرهان بأنه ينتظر من العالم أن يخوض له الحرب ويرغم قوات الدعم السريع على وضع أسلحتها..إذاً ما جدوى إعلانه الحرب وإصراره على مواصلتها..!
هل الحرب عند البرهان تعني الهروب من حماية المواطنين إلى الدول المجاورة..؟! .هل سمعتم بما قاله البرهان عن الانسحاب من الفاشر ..قال انه انسحب منها حتى لا يتم استهداف المدنيين وحتى يتم توثيق الانتهاكات التي يقوم بها الدعم السريع..! (كما قال إنه يريد تغيير ألوان العَلم)..!!
هل واجب الجيش حماية المدنيين أم تسجيل الانتهاكات..؟!
ولكن الشاهد أن البرهان إذا عاد لهذه المناطق فإنه سوف يتهم المواطنين بالتعاون مع الدعم السريع..مع انه انسحب وتركهم وجدها لوجه في مواجهة قوات تحمل السلاح..؟!
عسكر البرهان يهرب من المواطنين من اجل حمايتهم.. بل يترك مسنتفريه يواجهون مصيرهم.. وتنسحب حامياته إلى الدول المجاورة. ثم يقيم حفلاً غنائياً للجنود الهاربين..!
الغريب أن هذا المنطق البرهاني يهلل له أنصار الحرب وجماعة (بل بس)..! ولكن مَنْ هم ضحايا (البل البسّي) غير المواطنين وبعض المستنفرين المساكين الذين ليس بينهم أبناء الكيزان ولا أبناء جماعة المثقفين والسياسيين الآمنين في أمريكا وتركيا وماليزيا وبريطانيا ودبي والدوحة..!!
منطق البرهان هذا هو منطق البصيرة أم حمد أو هو منطق (جيش سناء حمد) الذي تجده الكمدة بالرمدة عند كاتب الشرق الأوسط عثمان ميرغني الذي قال بالأمس انه (وجد المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان)…! وقبل أن نرى مفتاحه..استنكر هذا الصحفي السابق (الذي تكوزن على كبر)..وجود كيزان في الجيش (رغم اعترافات الكيزان الصريحة) وقال إن هذه كذبة من صناعة القوى المدنية..!
ثم نفى نفياً قاطعاً بيقين يماثل (يقين الجاهل) أن يكون اختيار الضباط للكلية الحربية منذ عام 1989 يتم بالانتماء للكيزان..! وقال استناداً على جهله بالشؤون السودانية وبمطالب الثورة إن الجيش لا يحتاج إلى إصلاح أو إعادة هيكلة..فهذه كما قال (حجة تردّدها القوى المدنية من اجل إضعاف الجيش) ..!
من المسؤول (يا طبيز عديم الميز) عن وجود وتقنين وحماية قوات الدعم السريع التي دعت الثورة وقواها المدنية إلى حلها..؟! ألا تعلم ما ذا كان رد عسكر البرهان على من طالبوا بحل المليشيات والجنجويد..!
كنا في انتظار رؤية المفتاح الذي قال هذا العبقري إنه عثر عليه..؟! فإذا به يتحدث عن مفتاح غائب مثل (نعامة البرهان) التي ترفض إقامة هدنة مع الطرف التي تحاربه إلا بعد أن يختفي الطرف الأخر من المشهد.. وينتفي من الأساس الغرض من الهدنة..فهل هناك هدنة إلا بين طرفين متحاربين..! الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي





