رؤى نيوز _ متابعات
في قلب مدينة بابنوسة، تقف محطة السكة حديد كواحدة من أهم المرافق الخدمية التي شكلت لعقود طويلة شريانا اقتصاديا وحلقة وصل بين ولايات السودان المختلفة هذه المحطة التي عرفت بنشاطها المستمر ودورها الحيوي في نقل المسافرين والبضائع، لم تسلم من تداعيات الحرب الدائرة، بعد أن تعرضت لسلسلة من عمليات القصف الجوي المنظم من قبل جيش الحركة الإسلامية إضافة إلى استخدامهم لها كثكنة عسكرية، ما أدى إلى خروجها الكامل عن الخدمة .
*دمار واسع ومعالم حرب واضحة*
تحوّلت المحطة التي كانت تضج بالحركة يوميا إلى ساحة مفتوحة للخراب فقد طالت الأضرار ورش الصيانة، وبيوت العمال، ومكاتب التشغيل التي كانت تعد مركزا رئيسيا لإدارة الحركة بين ولايات السودان، وباتت بقايا القذائف وآثار الاشتباكات تفرض حضورها في كل زاوية، لتروي حجم الدمار الذي طال البنية التحتية واحدة تلو الأخرى .
أحد العمال الذين أمضوا سنوات طويلة في المحطة قال إن ما حدث لم يدمر المباني فقط، بل دمر ذاكرة المكان”، مشيرا إلى أن الورش التي كانت تعج بالمهندسين والفنيين أصبحت اليوم ركامًا .
*توقف الحركة… وتأثيرات مباشرة على حياة السكان*
إغلاق محطة بابنوسة لم يكن مجرد توقف لخط نقل، بل كان ضربة موجعة للمدينة وأريافها. فالسكان المحليون يعتمدون بشكل أساسي على السكة حديد في السفر ونقل البضائع، إضافة إلى اعتماد مئات الأسر على وظائف الصيانة والتشغيل التي وفرتها المحطة لعقود .
توقف المحطة يعني – بحسب السكان – ارتفاع تكاليف النقل، تعقيد حركة التجارة، وتفاقم البطالة بين العمال والفنيين الذين وجدوا أنفسهم بلا مصدر رزق بعد أن توقفت الحياة في هذا المرفق الحيوي .
مطالب بإعادة التأهيل… وأمل يواجه تحديات كبيرة
رغم الدمار، يبقى الأمل معلقًا لدى الأهالي بضرورة إعادة تأهيل المحطة فور استقرار الأوضاع، نظرًا لموقعها المحوري في شبكة النقل القومي. لكن الواقع على الأرض يشير إلى تحديات كبيرة، أبرزها حجم الأضرار، ونقص الموارد، وعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل البنية التحتية في المناطق المتأثرة بالحرب .
ومع غياب أي جهد حقيقي لإعادة الرمق للمحطة حتى الآن، تبقى بابنوسة مدينة فقدت واحدًا من أهم مصادر نبضها الاقتصادي والاجتماعي، في انتظار أن تعود عجلات القطار للدوران من جديد .




