الفنان التشكيلي نصير الثورة وحقوق الإنسان “عمر دفع الله” يكفينا كثيراً عن (أطنان من الكلمات) برسومه الكاريكاتورية الذكية المناهضة للحرب..!
رسوم هذا الرجل تجسّد الحالة المؤسفة التي يعيشها الوطن نتيجة للعبث والتلاعب بأرواح البشر و(السقوط الأخلاقي المريع) لوعّاظ ومُلتحين وساسة ورجال دولة ونظاميين وعسكريين وإعلاميين وقُضاة وتجار وسماسرة يدعون للحرب ويسخرون من كل دعوة للهدنة وإنهاء الحرب..!
يتباكون على ما حدث في الفاشر من موت وتشريد..ويطالبون بالانتقام من الموت بمزيد من الموت..ومن التشريد بمزيد من التشريد..ويريدون معالجة المذابح القائمة بمذابح جديدة ..!
استنفار من اجل الوطن أم من أجل الركوب على السلطة ومواصلة مسلسل السرقات ونهب الموارد وإقامة دولة القهر والموت على الجماجم والخرائب ..؟!َ
الرسم الكاريكاتوري الأخير لهذا الفنان يكاد يجمّد الدماء في العروق..وهو يصوّر مخازي أنصار مواصلة الحرب من الانقلابيين والكيزان وتوابعهم..في مقابلة صادمة تصوّر صبياناً مساكين يُساقون قسراً لميادين القتال تحت راية (الاستنفار الكاذب)..وهم في ثياب بالية مهلهلة وأجسام واهنة وعظام بارزة..في مقابل أبٍ ملتحٍ مكتنز اللحم والشحم يظهر بشالاته المزركشة (برسم الدولار) وهو يصطحب على سيارته الفاخرة ابنه الذي يحمل حقيبته الدراسية وهو يودعه على باب مدرسته في العاصمة التركية اسطنبول ..!
هذان المشهدان هل هما مشهدان من خيالات وأوهام اخترعتها “الحرية والتغيير” أم هو الواقع العاري الذي يعرفه كل الناس..!
أمامي قائمة بمواقع وجود عائلات دُعاة الحرب خارج السودان..أعدّها ناشطون أحرار من شباب الثورة من مصادر موثوقة ومشاهدات عيان..فلا شيء يمكن حجبه في عالم اليوم..!
قائمة طويلة لرموز الحرب من قادة عسكريين وأمنيين وكيزان وحركات مسلحة وميليشيات وكوادر أحزاب ودبلوماسيين وإعلاميين وصحفيين..ومغتربين يقودون مظاهرات تأجيج الحرب في عواصم العالم وينادون بمواصلتها ويشتمون الداعين السلام وكفكفة الدماء..!
كل هؤلاء تعيش عائلاتهم خارج السودان..في ماليزيا وتركيا وقطر وأمريكا والإمارات والسعودية وكندا واستراليا ومصر ورواندا وسويسرا..إلخ وأبناؤهم في الجامعات والمدارس وفي البزنس والشركات وفي القصور والفيللات وفي (مساكن الذين ظلموا أنفسهم)..أو في (الصرمحة في المقاهي والكلوبات)..!
آباؤهم يصيحون بدعوة استنفار أولاد المساكين ومواصلة الحرب حتى ولو أفضت إلى فناء خمسة مليون شخص (إضافة لمن ماتوا بالفعل) أو مواصلتها حتى فناء السودانيين جميعهم..!
كل هذه أقوال موثقة صدرت من أعضاء في مجالس سيادة البرهان ومن وزراء ومن زعامات كيزانية..ليس آخرهم الإرهابي المطلوب للعدالة “الحاج ادم يوسف” (أبو ساطور)..بل كان بين الداعين لمواصلة الحرب وفناء البشر (وزير التنمية البشرية والرعاية الاجتماعية) ورئيسه كامل إدريس..!!
هل ننشر هذه القائمة التي توضّح أين يقيم أبناء دُعاة الحرب والاستنفار القسري..بما فيهم داعية الحرب وقائد حملات الترويج الإعلامي (الناجي من الملامة) وتنقلات أنجاله الميامين “بين الإسكندرية ومدينة الشيخ زايد”..؟!
هل يحتملون نشر هذه القائمة..؟! أم يا ترى يملكون “قدراً يسيراً” من شجاعة الاعتراف بأن الاستنفار لا يشملهم..إنما هو خاص بأطفال المساكين و(الأسر المتعفّفة) التي تجوز عليها الصَدقة..!؟!
أما الإخوة والأخوات الذي يروّجون للحرب من قبيلة الصحفيين والإعلاميين والأفندية والمثقفين وحَملة الشهادات فحسبهم العلم بأنهم إنما يروّجون لموت الأطفال وفناء الأجيال ومواصلة الخراب..!
ليهنئوا بما هم فيه.. ويحمدوا ربّهم (على ما رزقهم من بهيمة الأنعَام) ونعمة الأمان والإطلالة من النوافذ…
الله لا كسّبكم..!





