الحزب الذي شارك في برلمان الانقاذ عندما كانت دارفور تحترق والبشير مطلوب للجنائية هل يحق لنا ان نسمي مشاركته تلك. شراكة الابادة الجماعية ؟
حذر لينين في كتابه ” مرض الطفولة اليساري” من اعتزال الواقع باسم الثورية ودعا الشيوعيين صراحة للمشاركة في البرلمانات والنقابات الرجعية بهدف التأثير من داخلها لصالح الجماهير واستغلال اي مساحة متاحة. لتحريك الواقع نحو الاهدف المرجوة بشرط ان لا تكون الشراكة انتهازية
لماذا فعل بعض الشيوعيين وضعية مرض الطفولة اليساري اثناء الفترة الانتقالية؟ وانخرطوا في مزايداات ضد قوى الحرية والتغيييير تحت لافتات مصنوعة كيزانيا على رأسها حكاية ” شراكة الدم” ؟
بصراحة هؤلاء ليسوا شيوعييين بل هم كيزان مستترين وغواصات امنية في الحزب الشيوعي!
تلك شراكة فرضتها معادلة توازن القوى وكان هدفها التغيير المتدرج نحو تحرير مساحات لصالح الانتقال الديمقراطي، وعندما تم توقيع الوثيقة الدستورية التي اسست للشراكة خرج الشارع الديسمبري محتفلا وكان الشيوعيين ضمن المحتفلين في الشارع لكن الغواصات الامنية بعد ذلك اشتغلت في الاتجاه المرسوم! وهو تقسيم القوى المدنية واهدار طاقتها في معارك ثانوية لاضعافها جميعا!
لم تكن الشراكة تماهيا مع العسكر بدليل انهم انقلبوا عليها! وادخلوا المدنيين السجون.
معضلة المؤسسة العسكرية لم يصنعها المدنيون بل هي احد مفردات واقع سياسي معقد جدا يصعب تغييره ضربة لازب! الا لو كان عندك جيش احمر قادر عمليا على اقتلاع تلك المؤسسة العسكرية من حياتنا!
المفارقة ان من يجرمون القوى المدنية تحت شعار شراكة الدم بعضهم الان في خندق واحد مع علي كرتي واحمد هارون!! بعضهم مستنفر مع كتائب البراء ابن مالك!
باختصار هم يبحرون في الدم السوداني على متن سفينة تتجه الى اعادة الحركة الاجرامية المسماة اسلامية للسلطة الاستبدادية الغليظة!
شتان بين من شارك في اتجاه انتقال مدني ديمقراطي!
وبين من يشارك الان في اتجاه مشروع الثورة المضادة والانتقال الى الانقاذ في سيرتها الاولى!
رشا عوض
١٧ نوفمبر ٢٠٢٥





