فاتورتها رجال فالفاشر لم تُحرر بالكلمات، بل بروح الفداء التي حملها رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه إنهم أولئك الذين جعلوا أجسادهم جسوراً للعبور نحو الحرية، وسقوا تراب دارفور بدمائهم الطاهرة، لأنهم علموا أن الوطن لا يُمنح، بل يُنتزع انتزاعاً بثمن غالٍ لا يدفعه إلا الأحرار.
إنه نصر مستحق دفع ثمنه فتية آمنوا بقضية عادلة، ورفضوا أن يُرهن السودان لعهد الظلم والتسلط والفساد، أبطال قوات الدعم السريع، هم رجال المرحلة، رجال كتبوا بدمائهم بيان الحرية. من خلف قائدهم الفريق أول محمد حمدان دقلو، ساروا بثبات ليعلنوا: “هذا الوطن لن يُحكم مجددًا بقبضة الكيزان ولا تُدار مدنه بمنطق المليشيات”.
الفاشر اليوم حرة، تنفض عنها غبار الحصار والخذلان، وتفتح ذراعيها للسلام والعدل والديمقراطية.
تحية لشهدائنا الأبرار، ولقائد التغيير الذي وعد فأوفى، ولقائد الطوفان العظيم قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو الذي ما حل بفرقة إلا كان النصر العظيم وقد قدم اليوم الفرقة السادسة لتتوج حرية دارفور واستعادتها كاملة، إنه عزم الرجال وقوة الأبطال اليوم.
إنها الفاشر… أرض الشهداء، وبوابة النصر للسودان الجديد. إنها كرامةٌ استردت اليوم، ونصرٌ أشرق من قلب الفاشر ليكتب تاريخًا جديدًا لشعوبٍ طال تهميشها وظلمها لعقود. تحرير الفاشر اليوم ليس فقط إنجازًا عسكريًا، بل هو إعلان عن عودة الكرامة والسيادة والحق لأهل دارفور ولكل من عانوا من ويلات التمييز والتسلط. إنها لحظة فارقة تُنهي عهد الظلام، وتفتح الأبواب أمام فجر دولة المواطنة الحقيقية، التي لا مكان فيها للإقصاء ولا هيمنة المركز.
هذا النصر هو بداية طريق الدولة العادلة، دولة الحرية والسلام والعدالة، التي حلم بها الشهداء وسار نحوها الثوار.
لقد سقطت آخر معاقل القهر بدارفور، وبسقوطها تسقط رواسب دولة الظلم والاستعلاء. الفاشر اليوم لا تمثل دارفور وحدها، بل تمثل نصرًا لكل أصوات الهامش التي طالما رُفِضت وسُكت عنها. تحية لأبطال التحرير، والنصر لشعبٍ استحق الحياة والكرامة.
سوما المغربي
اكتوبر٢٠٢٥





